للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال الضحاك: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}: مع أبي بكر وعمر رضي اللَّه عنهما (١).

وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: اتقوا مخالفةَ اللَّه فيما يأمركم به، وكونوا مع الموافِقين لأمره.

ودلت الآية على أن إجماع الأمة حجةٌ؛ لأنَّه أمرهم بالكون مع الصادقين في دِينه، فلزم قبول قولهم (٢).

وقال يمانُ بن رئابٍ: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}: اصْدُقوا كما صَدَق هؤلاء الثلاثة.

وقال ابن مسعود رضي اللَّه عنه: واللَّه ما يَصلُحُ الكذب في جِدٍّ ولا هَزْلٍ، ولا أن يَعِدَ (٣) أحدُكم صبيَّه ثم لا يُنجزه، اقرؤوا إن شئتم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (٤).


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٨٦) عن الضحاك وسعيد بن جبير.
(٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٥/ ٥٠٦).
(٣) في (أ): "أن بعد"، وفي (ف): "لأن يعد".
(٤) رواه بتمامه وكيع في "الزهد" (٤٠١)، والثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١٠٩)، والواحدي في "الوسيط" (٢/ ٥٣٣).
ورواه دون قوله: (اقرؤوا إن شئتم. . .) ابن ماجه (٤٦)، والإمام أحمد في "المسند" (٣٨٩٦)، ووكيع في "الزهد" (٣٩٦)، وعبد الرزاق في "المصنف" (٢٠٠٧٦) و (٢٠١٩٨)، وسعيد بن منصور في التفسير من "سننه" (١٠٤٩)، وهنَّاد في "الزهد" (١٣٧٢)، والطبراني في "الكبير" (٨٥١٨).
ورواه دون قوله: "ولا أن يعد أحدكم صبيه ثم لا ينجزه"، ابن المبارك في "الزهد" (١٤٠٠)، وسعيد بن منصور في التفسير من "سننه" (١٠٤٧) و (١٠٤٨)، ووكيع في "الزهد" (٣٩٥)، والطبري في "تفسيره" (١٢/ ٦٩)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٩٠٦). وجاء عند وكيع والطبري وابن أبي حاتم بدل {مَعَ الصَّادِقِينَ}: (من الصادقين)، وهو الصواب في هذا الخبر، فقد جاء عند الطبري وابن أبي حاتم عقبها: (قال يعني: الراوي للخبر-: وكذلك هي قراءة ابن مسعود: "من الصادقين").