للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال (١): وقوله: {بِقُوَّةٍ} دليلٌ على أن الاستطاعة مع الفعل؛ لأنَّها (٢) لا تبقى زمانين، فلو لم تكن مع العمل لم يكن الأخذُ بقوة.

وقال في قوله عز وجل: {سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أي: جهنم، ويحتمل أن يكون الخطاب للفسَقة: سأريكم يا أهل الفسقِ داركم (٣).

وقيل: {دَارَ الْفَاسِقِينَ}: ما مرُّوا (٤) عليه إذا سافروا من منازل عاد وثمود والماضين.

وقال السدِّي: أي: مصارعَ الفاسقين (٥).

وقال الحسن: لمَّا أراد اللَّه أن يكتب الألواح لموسى بَعث جبريل إلى جنة عدنٍ، فقطع منها شجرةً فاتخذ منها تسعةَ ألواح، وكانت من زمرُّدٍ أخضرَ طولُ كلِّ لوحٍ عشرةُ أذرعٍ بذراعِ موسى، وكذلك عرضُه، فكَتب التوراةَ وموسى يسمع صريرَ القلم.

وقال مجاهد: كانت من زمرُّدةٍ خضراءَ (٦).

وقال سعيد بن جبيرٍ: من ياقوت (٧).


(١) "قال": ليس من (ف).
(٢) في (ف): "فإنها".
(٣) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٥/ ٣٦ - ٣٨). والقول المنسوب لابن عباس رضي اللَّه عنهما رواه الطبري في "تفسيره" (١٠/ ٤٤١) عن الحسن.
(٤) في (ر): "يمروا"، والمثبت موافق لما في "تفسير الثعلبي" (٤/ ٢٨٣) وعزاه للكلبي.
(٥) ذكره البغوي في "تفسيره" (٣/ ٢٨٢) بلفظ: (مصارع الكفار).
(٦) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٢/ ٢٦٠).
(٧) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٥/ ١٥٦٣). لكنه روى قبله عن سعيد بن جُبيرٍ قال: (كانوا يقولون: كانت الألواحُ من ياقوتةٍ، وأنا أقول: إنما كانت من زمرُّدٍ، وكتابُها الذهبُ. . .).