قلت: وقول الجمهور من أن المراد حقيقة الوزن والميزان هو الأرجح؛ للحديث، ولعدم الضرورة التي تدعو إلى صرف الكلام عن ظاهره، ولأن هذا لو جاز لفتح بابًا للتأويل لا ينتهي كما أشار القشيري فيما نقله عنه القرطبي حيث قال: إِذْ لو حُمِلَ الميزانُ على هذا فليحمل الصراط على الدِّين الحقِّ، والجنةُ والنارُ على ما يَرِدُ على الأرواحِ دونَ الأجسادِ، والشَّياطينُ والجنُّ على الأخلاقِ المذمومةِ، والملائكةُ على القُوى المحمودة. وقد أَجمعت الأُمةُ في الصدرِ الأولِ على الأخذِ بهذه الظواهِر من غيرِ تأويل، وإذا أجمعوا على منع التأويل وَجَب الأخذُ بالطاهر، وصارت هذه الظواهرُ نصوصًا. انظر: "تفسير القرطبي" (٩/ ١٥٦). (١) في (ف): "يزن". (٢) في (ر): "فيحتمل معناه".