للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نُعاينُكَ، فقد ثبتَ في الحديثِما أنَّ الإحسان: "أنْ تعبدَ اللَّه كأنك تَراهُ فإنْ لم تكن تراه فإنه يَراك" (١).

وقال ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما: معناه: وإياك نستعينُ على عبادتِك.

وقال السُّدِّيُّ: معناه: وإياك نستعينُ على ما لا طاقة لنا به.

وقال الحسن رحمه اللَّه: وإياك نستعينُ على الشيطان الذي يمنعُنا عمَّا خلَقْتنا (٢) له من عبادتك.

وقال ابن عُيينةَ: وإياك نستعينُ على محاربةِ الشيطان الذي يمنعُنا عن (٣) عبادتك.

وقال مقاتل بن سليمان: أي: بك نستعين في أمورنا على ما يُصْلحنا في دِيننا ودُنيانا.

والجامعُ للأقاويل: نسألُكَ أن تُعِيننا على أداءِ الحقوق، وإقامةِ الفروض، وتحمُّلِ المكاره، وطلبِ المصالح.

فإن قالوا: المعونةُ إنما تُطلب قبل العمل، فهلَّا قال: {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قبل قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}.

فجوابُه من وجوهٍ:

أحدها: أن الواو لمطلَقِ الجمع لا للترتيبِ، فمعناه: أنه يأتي بهما ولا يتركُهما (٤).


(١) رواه البخاري (٥٠)، ومسلم (٩)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه.
(٢) في (أ): "وإياك نستعين على ما خُلِقنا".
(٣) في (ف): "من".
(٤) في (ر): "يأتي بها ولا يتركها".