للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَرَهَبًا} [الأنبياء: ٩٠]، وقال في حقِّ القانت: {يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر: ٩]، وأَمَر فقال: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا} [الأعراف: ٥٦].

وقال بعض أهل المعرفة: العبادةُ شَغْلُ كُلِّكَ به، وهو: شَغْلُ القلبِ بمعرفته، وشَغْلُ الروحِ بمشاهَدته، وشَغْلُ النَّفْس بخدمته، وشَغْلُ اللسان بمِدْحته.

وقيل: العبادَةُ: إجلالُ الربِّ وإذلالُ النفس.

وقيل: هي الرِّضا بالقضاء، والصَّبرُ على البلاء، والشكرُ على النَّعْماء.

وقيل (١): تصديقُ اللَّه تعالى فيما أَخبر، والانقيادُ له فيما قدَّر، والطاعةُ له فيما نَهَى وأَمر، والثقةُ بما رغَّب وحذَّر.

ثم قوله: {نَعْبُدُ} من العبادة ومن العُبودة.

(عبادات تواست بندكي كردن وعبودت بنده بودن، عبادت موقت است مان كردن طاعت وست عبودت بمو بد است وإن ماندن معصيت است واست كفتني عبادت استهمه أوردن نونوي عبودت حوس بودن مردتن مال نفارت وسرقة وثواب أي بيش أز ثواب) (٢).

روَى أبو أُمامةَ الباهِليُّ رضي اللَّه تعالى عنه عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "درهمٌ واحدٌ


(١) بعدها في (أ): "هو".
(٢) في هامش (ف): "تعريبه: العبادة: القيام بواجب الخدمة والطاعة، والعبودية: صيرورته عبدًا لا ملك ولا قدرة له، وقيل: العبادة موقتة وهو الطاعة في أوقات معينة مقدرة، والعبودة مؤبدة وهو ترك العصيان أبدًا، وقيل: العبادة الصدق في الكلام والعبودة عدم التكلم بالكذب أصلا وتركُ جميع أعوانه، وقيل: العبادة فعل ما يرضى اللَّه عنه والعبودة الرضى بما فعل اللَّه تعالى، وقيل: العبادة إعطاء المال بطريق الزكاة والصدقة، والعبودة: الفرح بما أخذ منه من المال بطريق التعدي والظلم والنهب والسرقة، وثواب هذا أعظم من ثواب ذلك".