للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

و (ربَما)، وقد قرئ: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الحجر: ٢] بهما جميعًا (١).

قالوا: ويجوز: (هَيَّاك) بالهاء بدلًا عن الهمزة (٢)، كما في قولهم: هيهات وأيهات.

وأمَّا اللغة: فقد قيل: أصله (إِوْيَاك)، وهي من قولهم: آوى إليه وآواه (٣)، فكأنه يقول: إليك أنقطِعُ بالعبادة والاستعانة، وهذه الكلمة ضميرٌ مكنيٌّ لا يكون إلا في موضع نصبٍ، ولا يضاف إلا إلى كنايةٍ، وقد وردت إضافتُها إلى الصريح شاذًّا: إذا بلغ الرَّجل الستِّين فإيَّاه وإيَّا الشَّوابِّ (٤).

وقال الشاعر:

دَعْني وإيَّا خالدٍ... فلأَقْطَعنَّ عُرَى نِيَاطهِ (٥)

وفي (٦) الكلام الشائع، وفي آياتِ القرآنِ الإضافةُ إلى الكناية: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ} [سبأ: ٢٤] {مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ} [الأعراف: ١٥٥]، {نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} [الإسراء: ٣١]، {مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: ٦٧].


(١) قرأ نافع وعاصم بالتخفيف وباقي السبعة بالتشديد. انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٣٦).
(٢) أي: بإبدال الهمزة المكسورة هاء مكسورة، والمفتوحة هاء مفتوحة. ونسبت لأبي السوار الغنوي. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩)، و"المحرر الوجيز" (١/ ٧٢)، و"تفسير القرطبي" (١/ ٢٢٥)، و"البحر المحيط" (١/ ٦٩).
(٣) في (أ): "آوى إليه آواه"، وفي (ف): "آوى وآواه".
(٤) انظر: "الكتاب" لسيبويه (١/ ٢٧٩)، وقد ذكر سيبويه عن الخليل أنه سمع أعرابيًّا يقولها.
(٥) البيت لمحمد بن عيينة بن المهلب بن أبي صفرة، من قصيدة في هجاء ابن عمه خالد بن يزيد. انظر: "الأغاني" (٢٠/ ٢٤)، و"تفسير الثعلبي" (١/ ١١٧).
(٦) في (ر) و (ف): "وقال في".