للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

-صلى اللَّه عليه وسلم- لأبي طالب: "إني أدعُوكَ إلى كلمةٍ لو قُلْتَها دانتْ لك العرب" (١)؛ أي: خضعَت.

ويومُ القيامة: يومُ خضوع الخلق، قال تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه: ١١١]، وقال: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ} [طه: ١٠٨].

وقال يمانُ بن رئابٍ: هو القهر والغلبة جميعًا (٢)، تقول العربُ: دِنْتُه فدَان؛ أي: قَهرْتُه فخضع (٣).

وقال الأعشى فيهما جميعًا:

هو دان الرِّبَابَ إذ كَرهوا الدِّيـ... ن دِرَاكًا بغزوةٍ وصِيَالِ (٤)

ويومُ القيامة: يومُ قهر الجبارين وقصْمِ القهَّارين، قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} الآيات [إبراهيم: ٤٢].

وقال الفرَّاء: هو العادة (٥)، قال المثقَّبُ العَبْدي:


(١) رواه الترمذي (٣٢٣٢) من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما بنحوه، وقال: حديث حسن صحيح.
(٢) "جميعًا": سقط من (أ)، "والغلبة" سقط من (ف).
(٣) انظر: "تفسير البغوي" (١/ ٥٣).
(٤) انظر: "ديوانه" (ص: ١١)، و"تفسير الطبري" (٣/ ٣٠٠)، و"القطع والائتناف" للنحاس (ص: ١٣٠)، و"المحرر الوجيز" (١/ ٢٦٣).
وجاء في هامش (ف): "قال في الصحاح: الرِّباب بالكسر: خمس قبائل تجمعوا فصاروا يدًا واحدة وهم ضبة وثور وعكل وتيم وعدي، وإنما سموا بذلك لأنهم غمسوا أيديهم في رب وتحالفوا عليه، وقال الأصمعي: سموا به لأنهم ترببوا؛ أي: تجمعوا، والنسبة إليهم: رُبى -بالضم-؛ لأن الواحد منهم ربة". وقد وقع في العبارة طمس في بعض الكلمات فاستدركناها من "الصحاح".
(٥) في (أ): "العبادة".