للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شريكَ له ولا ظهير (١)، وواحدٌ في استحقاق القِدَم؛ فلا شيءَ قبلَه، ولا شيء معه (٢) في الأزل، وواحدٌ في استحقاق الإلهيَّة والعبادة؛ فلا معبودَ إلَّا هو.

وقوله تعالى: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}؛ أي: بهذا فاعرفوهُ، ودائمًا فاعبدوهُ، ولا تَرجُوا غيرَهُ، ولا تَخافوا سواهُ، ولا تَتوكَّلوا إلَّا عليه (٣)، ولا تَعتمِدوا إلَّا إيَّاه.

وقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}؛ أي: المنعمُ على خَلْقِه؛ بإدرارِ رزقِه، وإسباغِ فضلِه، فهو مفزعُ كلِّ مضطرٍّ، وغياثُ كلِّ قانعٍ ومعترّ.

* * *

(١٦٤) - {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.

قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} روى أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن أبي الضَّحى، قال: لمَّا نزلت هذه الآيةُ: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} تَعجَّب المشركون، وقالوا: إلهٌ واحد! كيفَ يَسعُنا ويَكفي مهمَّاتنا؟ فإنْ كان صادقًا، فليأتِنا بآية، فأنزلَ اللَّهُ تعالى (٤): {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}؛ أي: في تخليقهما (٥).


(١) في (ر): "نظير".
(٢) في (ر) و (ف): "بعده"، وهو خطأ.
(٣) قوله: "ولا تتوكلوا إلا عليه" من (ر).
(٤) بعدها في (أ): "هذه الآية".
(٥) بعدها في (ف): "عبرة لمن اعتبر وتبصرة لمن استبصر". ووقع في هذا الموضع في (ر) و (ف) تقديم وتأخير.