للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو أَبْيَضُ من كذا، قال (١):

جَاريَةٌ بَيْضَاءُ في نَفَاضِ

مَائِسَةٌ في دِرْعِهَا الفَضْفَاضِ

ولم يقولوا: بَيِضَ، وقالوا: (سَوِدَ (٢)) وقالوا: ((أسْوَدُ من القَارِ)) (٣) وقال نُصَيْبٌ في (سَوِدَ) أنشده سيبويه (٤):

سَوِدْتُ فَلَمْ أَمْلِكْ سَوَادِي وتَحْتَهُ

قَمِيصٌ من القُوِهيِّ بِيضٌ بَنَائقُهْ

وممَّا بُني من العَديِم التصُّرفِ قولهم: ما أَعْسَاهُ، وأَعْسِ بِه، بمعنى: ما أحقَّه، وأَحْقِقْ به.

وممَّا بُني من الوصف المصَوُغ على (أَفْعَل، فَعْلاءَ) قولهم: ما أَحْمَقَهُ، وما أَنْوَكَهُ، وما أَرْعَنَهُ، وما أَهْوَجَهُ، وما أَلدَّهُ، في أشياء من هذا قليلة.


(١) الرجز لرؤبة بن العجاج، وسبق أن ساقه الشارح في الباب نفسه برواية أخرى هي:
جاريةٌ في دِرْعها الفَضْفَاضِ تُقَطَّع الحديث بالإيماضِ
* أبيضُ من أخت بني أبَاضِ *
وبعد الأول في اللسان (نفض)
* تَنْهَضُ فيه أيَّما انْتِهاضِ *
والنَّفاض- بكسر النون- إزار من أزر الصبيان. ومائسة: متبخترة في مِشيتها.
(٢) ساقط من (ت).
(٣) القار: مادة سوداء صلبة، تسيلها السخونة، تتخلف من تقطير المواد القِطرانية، وهي الزِّفت.
(٤) الكتاب ٤/ ٥٧، والخصائص ١/ ٢١٦، وابن يعيش ٧/ ١٥٧، ١٦٢، واللسان (سود، بنق) وسودت: اسودَّ لوني. ولم أملك سوادي: لم أجتلبه لأنه خِلقة. والقوهي: ضرب من الثياب البيض تنسب إلى قوهستان بفارس. والبنائق: جمع بنيقة، وبنائق القميص: العرا التي تدخل فيها الأزرار. ويريد القميص الذي تحت سواده قلبه وخلقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>