للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: إن لم يكن فيه نَصٌّ يقتضيه ففيه ما يُشعر بذلك، وهو قوله على أَثَر هذا: ((فَارْفَعْ بِهَا وانْصِبْ وجُرَّ)) إلى آخره. فلو لم يَقْصد عملَ الرَّفع لم يَذكره في تفصيل المسائل، فحين فصَّل ذلك التفصيلَ دَلَّ على أنه يُفَسِّر حالَ المعمول الذي أجمل ذكرهَ.

وقد ذهب ابن أبي الرَبيع (١) إلى أن عمل الصفةِ الرفعَ والنصبَ معاً إنَّما هو على التَشبيه (٢)، خلافَ ما ذهب إليه غيرهُ، إلا أن ابن الربيع لم يَلتزم ما التزمه الناظم، بل أجاز أن تَرفع الصفةُ السَّبَبِيَّ وغَيرهَ، وإن كان ذلك على التَّشبيه، فيجوز عنده: هذا رجلٌ شَرِيفٌ زيدٌ بخِدْمته، وإنما الْتزَم العملَ في السَبَبِيِّ في النَّصْب.

وابنُ عُصْفور (٣) يَذهب إلى ظاهر سيبويه، وهو رأيُ ابن خَروُف (٤) وغيره.

وإذا ثَبت هذا فما أشار إليه الناظمُ مُشِكْل إن كان قَصَده، وأما إن أراد


(١) هو عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله أبو الحسين ابن أبي الربيع القرشي الإشبيلي السَّبتي، إمام أهل النحو في زمانه، ولم يكن في طلبة الشلوبين أنجب منه. صنف في النحو مصنفات قيمه، منها شرح سيبويه، وشرح الجمل. وتوفي عام ٦٨٨ هـ. بغية الوعاة ٢/ ١٢٥.
(٢) انظر: البسيط، شرح جمل الزجاجي له (ص ٩٥٢، ٩٥٣) بتحقيق الدكتور عياد الثبيتي (مخطوط).
(٣) هو علي بن مؤمن بن محمد بن علي أبو الحسن بن عصفور النحوي الحضرمي الإشبيلي. حامل لواء العربية في زمانه. ومن تصانيفه الممتع في التصريف، والمقرب، وشرح الجزولية، وثلاثة شروح على الجمل. توفي عام ٦٦٣ هـ.
انظر: شرح جمل الزجاجي له ١/ ٥٦٨. بغية الوعاة ٢/ ٢١٠.
(٤) هو علي بن محمد بن علي بن محمد نظام الدين أبو الحسن ابن خروف الأندلسي النحوي. كان إماماً في العربية، محققاً مدققاً. صنف: شرح سيبويه، وشرح الجمل، وكتاباً في الفرائض. توفي عام ٦٠٩ هـ. بغية الوعاة ٢/ ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>