للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إوْ مِسْحَلٌ شَنِجٌ عَضَادَةَ سَمْجَحٍ

بَسراتهِ نَدْبٌ لها وكُلُومُ

وأنشد أيضا (١):

حَذِرٌ أموراً لا تَضِيُر وآمِنٌ

ما لَيْسَ مُنْجِيَهُ من الأَقْدَارِ

وهو قليل في هذا القسم، بخلاف القسم الأول

قال سيبويه (٢): فما هو الأصلُ الذي عليه أكثرُ هذا المعنى: فَعُولٌ، وفَعَّالٌ، ومِفْعَالٌ، وفَعِلٌ.

ثم قال: وقد جاء (فَعِيلٌ) كرَحِيم، وعَليم، وسميع، وبصير.

ثم قال بعد ذلك: و (فَعِلٌ) أقلُّ من (فَعِيل) بكثير (٣).

فقوله: ((وقد جاء فَعِيلٌ)) يُؤْذن بالقِلَّة فيه، ثم جعلَ (فَعِلاً) أقلَّ منه.

وتقديم الناظم (فَعِيلاً) قد يُؤذن بتقديمه في الكثرة على (فَعِلٍ) وذلك نَصُّ سيبويه.

وبعد، فهنا سِتُّ مسائل:


= ... والمسحل: الحمار الوحشي، وسحيله: أشد نهيقه. وشنج: ملازم. والعِضادة: الجانب. والسمجح: الأتان طويل الظهر. والسراة: أعلى الظهر. والندب: آثار الجراح. والكلوم: الجراح، جمع (كَلْم). يقول: إن الإتان ترمح الحمار وتكلمه تخلصاً من حمله عليها.
(١) الكتاب ١/ ١١٣، والمقتضب ٢/ ١١٦، والجمل ١٥٥، وابن الشجري ٢/ ١٠٧، وابن يعيش ٦/ ٧١، والخزانة ٨/ ١٦٩، والعيني ٣/ ٥٤٣، والأشموني ٢/ ٢٩٨. ولا تضير: ات تضر. يصف رجلا بالجهل وقلة المعرفة، وأنه يحذر مالا ينبغي أن يُحذر، ويأمن مالا يصح أن يُؤمن.
(٢) الكتاب ١/ ١١٠.
(٣) المرجع السابق ١/ ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>