للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال عمر كالمتعجب من علمه بالحقوق وتفصيله بينها وإقامته أقسامها:

وإن الحق مقطعه ثلاث ... يمين أو نفار أو جلاء

يردد البيت من التعجب.

وأنشدوه قصيدة عبدة بن الطبيب الطويلة التي على اللازم، فلما بلغ المنشد قوله:

والمرء ساع لشيء ليس يدركه ... والعيش شح وإشفاق وتأميل

قال عمر متعجبًا: والعيش شح وإشفاق وتأميل، يعجبهم من حسن ما قسم وفصل.

وأنشدوه قصيدة أبي قيس بن الأسلت التي على العين، وهو ساكت، فلما انتهى المنشد إلى قوله:

الكيس والقوة خير من الإ ... شفاق والفهة والهاع

أعاد عمر البيت وقال:

الكيس والقوة خير من الإ ... شفاق والفهة والهاع

وجعل عمر يردد البيت ويتعجب منه.

وقال عمر بن الخطاب لابن عباس١: هل تروي لشاعر الشعراء؟ قال ابن عباس فقلت: ومن هو؟ قال: الذي يقول:

ولو أن حمدًا يخلد الناس أخلدوا ... ولكن حمد الناس ليس بمخلد

قلت: ذاك زهير. قال: فذاك شاعر الشعراء. قلت: بم كان شاعر


١ الأغاني "دار الكتب" ١٠: ٢٨٨-٢٩١، وانظر أيضًا ابن قتيبة، الشعر والشعراء ١: ٩٣، والزمخشري، الفائق ٢: ١٦٥.

<<  <   >  >>