للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الضرورة على أكفهم ونعالهم، قال سعيد بن جبير١ "كنت أكتب عند ابن عباس في صحيفتي حتى أملأها، ثم أكتب في ظهر نعلي، ثم أكتب في كفي". وعن عبد الله بن حنش قال٢ "رأيتهم يكتبون على أكفهم بالقصب عند البراء" وقال معمر٣ إن الزهري ربما كتب الحديث في ظهر نعله مخافة أن يفوته.

-٧-

ولقد كانت لهذه المواد المكتوبة أسماء عامة يطلقونها عليها ليدلوا على المكتوب وما كتب عليه معًا، لا يخصصون بذلك نوعًا بعينه، ولا يقصدون إلى ضرب منها بذاته. ومن أشهر هذه الألفاظ وأكثرها ورودًا:

١- الصحيفة: فنحن نعثر على هذه الكلمة في القرآن الكريم، وفي كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبار صحابته رضوان الله عليهم، وفي الشعر الجاهلي، ولكننا لا نستطيع أن نصرفها إلى مادة بعينها من هذه المواد التي عددناها للكتابة؛ وإنما هي لفظة قد تدل على أي من هذه الأنواع، فقد تكون جلدًا أو قماشًا أو نباتًا أو حجرًا أو عظمًا أو ورقًا.

ففي القرآن الكريم وردت ثماني مرات كلها بصيغة الجمع {صُحُف} ٤.

وأما ورود هذه الكلمة في كتب رسول الله والصحابة فيفوت الحصر، ومن أمثلته ما جاء في كتابه صلى الله عليه وسلم "بين المؤمنين والمسلمين من قريش


١ تقييد العلم: ١٠٢.
٢ تقييد العلم: ١٠٥.
٣ المصدر السابق: ١٠٧.
٤ التكوير ١٠، الأعلى ١٨، ١٩، النجم ٣٦، عبس ١٣، طه ١٣٣، البينة ٢، المدثر ٥٢.

<<  <   >  >>