وديارهم بهذا الصنع، فأرسل علي إلى الخوارج رسولاً من جهته وهو الحرب بن مرة العبدي فقال: أخبرلي خبرهم، واعلم لي أمرهم واكتب إلى به على الجلية فلما قدم عليهم قتلوه ولم ينظروه فلما بلغ ذلك علياً عزم على الذهاب إليهم أولاً قبل أهل الشام) (١) .
مسير أمير المؤمنين علي إلى الخوارج
(بعث علي إلى الخوارج: أن ادفعوا إلينا قتلة إخواننا منكم حتى أقتلهم ثم أنا تارككم وذاهب إلى العرب يعني أهل الشام فبعثوا إلى علي يقولون: كلنا قتل إخوانكم ونحن مستحلون دماءكم فتقدم إليهم قيس بن سعد بن عبادة فوعظهم فيما ارتكبوا من الأمر العظيم والخطب الجسيم فلم ينفع فيهم.
وكذلك أبو أيوب الأنصاري وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب فلم يكن لهم جواب إلا أن تنادوا فيما بينهم أن لا تخاطبوهم ولا تكلموهم وتهيؤا للقاء الرب عز وجل والرواح الرواح إلى الجنة وتقدموا فاصطفوا للقتال وتأهبوا للنزال فأمر علي أبا أيوب الأنصاري أن يرفع راية الأمان للخوارج ويقول لهم: من جاء إلى هذه الراية فهو آمن، ومن انصرف إلى الكوفة والمدائن فهو آمن فانصرف منهم طوائف كثيرون.
وكانوا أربعة آلاف فلم يبق منهم إلا ألف أو أقل مع عبد الله بن وهب الراسبي فزحفوا إلى علي فقدم علي بين يديه الخيل وقال لأصحابه: كفوا عنهم حتى يبدءوكم , وأقبلت الخوارج يقولون لا حكم إلا لله، والرواح الرواح إلى الجنة فحملوا على الخيالة الذين قدمهم علي ففرقوهم حتى أخذت طائفة من الخيالة إلى الميمنة وأخرى إلى الميسرة فاستغلبهم الرماة بالنبل ونهض إليهم الرجال بالرماح والسيوف فأناموا الخوارج فصاروا صرعى تحت سنابك الخيول وقتل أمراؤهم عبد الله بن وهب , وحرقوص بن زهير , وشريح بن أوفي , وعبد الله بن سخبرة السلمي قبحهم الله.