للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الشيخ المغراوي [قال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبّوا أحدا من أصحابي فان أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) (١) - قال شيخ الإسلام ابن تيميه: (وذلك إن الإيمان الذي كان في قلوبهم حين الإنفاق في أول الإسلام وقلة أهله، وكثرة الصوارف عنه، وضعف الدواعي إليه لا يمكن لأحد أن يحصل له مثله من بعدهم. وهذا يعرف بعضه من ذاق الأمر، وعرف المحن والابتلاء الذي يحصل للناس، وما يحصل للقلوب من الأحوال المختلفة. وهذا مما يعرف به أن أبا بكر - رضي الله عنه - لن يكون أحد مثله، فان اليقين والإيمان الذي كان في قلبه لا يساويه فيه أحد. قال أبو بكر بن عياش: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في قلبه. وهكذا سائر الصحابة حصل لهم بصحبتهم للرسول، مؤمنين به مجاهدين معه، إيمان ويقين لم يشركهم فيه من بعدهم) (٢) . وقال العلامة الشوكاني: (فانظر إلى هذه المزية العظيمة، والخاصية الكبيرة التي لم تبلغ من غيرهم إنفاق مثل الجبل الكبير من الذهب نصف المد الذي ينفقه الواحد منهم، فرضي الله عنهم أرضاهم فهم أفضل أولياء الله سبحانه وأكرمهم عليه وأعلاهم منزلة عنده،: وهم الذين عملوا بكتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -) (٣) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ... الحديث) وهو خبر متواتر وقد رواه جمع من الصحابة الكرام منهم: أبو هريرة وعبد الله بن مسعود وعمران بن الحصين والنعمان بن بشير وعائشة وبريده وأبو برزة وعمر بن الخطاب وسمرة وسعد بن تميم وجعده بنت هبيرة وجميلة بنت أبى لهب (٤) . وقال صلى الله عليه وسلم: من سب أصحابي فعليه


(١) – رواه البخاري ٣٦٧٣، ومسلم ٢٥٤١
(٢) - منهاج السنة ٦/ ٢٢٣
(٣) - قطر الولي. ص: ٢٥٥
(٤) - انظر الأزهار المتناثرة للسيوطي ولقط الآلي للزبيدي ص: ٧٢ ونظم المتناثر للكتاني١٢٧

<<  <   >  >>