للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا أمعنا النظر في أسباب قطيعة الأرحام وجدنا أنها تحدث لأسباب عديدة تحمل على القطيعة.

فمن تلك الأسباب: الجهلُ بعواقب القطيعة، والجهل بفضائل الصلة.

ومنها ضعفُ التقوى، والكبرُ، فبعضُ الناس إذا نال منصبًا رفيعًا، أو حاز مكانة عالية، أو كان تاجرًا، أو مشهورًا تكبر على أقاربه، وأَنِفَ من زيارتهم، والتودد إليهم.

ومن أسباب القطيعة: الانقطاعُ الطويلُ الذي يقود إلى الوحشة، واعتياد القطيعة.

ومنها: العتابُ الشديدُ، فبعضُ الناس إذا زاره أحدٌ من أقاربه؛ أمطر عليه وابلًا من التقريع والعتاب على تقصيره في حقه، وإبطائه في المجيء إليه؛ ومن هنا تحصل النفرة من ذلك الشخص، وتُوجَد الهيبةُ من المجيء إليه.

ومن أسباب القطيعة: التكلفُ الزائدُ، فهناك مِنَ الناس مَنْ إذا زاره أقاربه تكلَّف لهم أكثر من اللازم، وخسر الأموالَ الطائلةَ، وقد يكون - مع ذلك - قليلَ ذاتِ اليد.

ومن هنا تجد أن أقاربه يُقْصِرُون عن المجيء إليه، خوفًا من إيقاعه في الحرج.

وفي مقابل ذلك تجدُ مَنْ إذا زاره أقاربهُ لم يهتمَّ بهم، ولم يصغ لحديثهم، وتراه لا يفرح بمقدمهم، ولا يستقبلهم إلا بكل تثاقل وبرود؛ مما يقلل رغبتهم في زيارته.

<<  <   >  >>