الحمد لله معين الصابرين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد كان الحديث الماضي يدور حول أضرار التدخين، والحديث هاهنا سيكون حول السبل المعينة على تركه، فيا أيها المدخن: ربما تقول بعد ذلك: لقد أعيتني الحيل، وضاقت بي السبل، ولم أستطع ترك التدخين.
ويقال لك: لا ما أعيتك الحيل، ولا ضاقت بك السبل، فلكل داءٍ دواءٌ، ولكل مُعْضِلةٍ حلٌّ، وما من قُفْلٍ بلا مفتاح وإلا فما هو بقفل.
تقول ما هو الحل؟
ويقال لك: أن تقلع عن التدخين فورًا، وأن تهجره بلا رجعة.
ستقول بزفرة، ولهفة، وأمل، وشوق، كيف الوصول إلى ذلك السبيل، وكيف النجاة من هذا الداء الوبيل؟ وما العلاج الناجع، والدواء النافع، من هذا السم الزعاف الناقع؟
يقال لك حينئذٍ: أيها الحبيب، كلّ ما تريده ستجده طالما بحثت عنه، وسعيت له سعيه، وطرقت أبوابه، وأخذت بأسبابه، فأعِرْ سمعك، وافتح قلبك، فستجد -إن شاء الله- ما يشفي عِلَّتك، ويروي غُلَّتك، فمِمَّا يعينك على ترك التدخين ما يلي:
أولًا: استحضار أضرار التدخين، واستحضار حرمته في الدين.