للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦- إجلال الله وتعظيمه ومحبته؛ لأنه أهل أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، واقتداء محارمه أن تنتهك بالنفوس والأموال، كما قال بعض السلف "وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله، وأن لحمي قرض بالمقاريض".

وقال عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز لأبيه: "وددت أني غَلَتْ بي -وربك- القدور في الله تعالى".

وربما دعا الآمر والناهي لمن أذاه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ضربه قومه، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» (١) (٢) .

وقد تحمل هذه الأمور كلها الداعية على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم (٣) .

والله أسأل أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويخذل أعداءه، وأن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته، ويذل فيه أهل معصيته، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، إنه سميع الدعاء, اللهم وأظهر الهدى ودين الحق الذي بعثت به نبيك محمدًا صلى الله عليه وسلم على الدين كله ولو كره المشركون، كما أسأله سبحانه أن يصلح ولاة أمورنا، ويهديهم الصراط المستقيم، ويعيذهم من بطانة السوء.


(١) البخاري: أحاديث الأنبياء (٣٤٧٧) , ومسلم: الجهاد والسير (١٧٩٢) , وابن ماجه: الفتن (٤٠٢٥) , وأحمد (١ / ٣٨٠,١ / ٤٣٢,١ / ٤٤١,١ / ٤٥٣,١ / ٤٥٦) .
(٢) الحديث رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود، الترغيب والترهيب جـ٣ ص.
(٣) انظر جامع العلوم والحكم لابن رجب ص ٢٨٤ - ٢٨٥.

<<  <   >  >>