للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(البقرة: من الآية ١٤٦) . ومع ذلك هذه المعرفة ما أغنت عنهم من الله شيئًا لماذا؟ لأنهم لم يصدقوه فيما يدعيه من النبوة والرسالة، ولذلك فإن الإيمان تسبقه المعرفة ولا تكفي وحدها، بل لا بد أن يقترن مع المعرفة الإيمان والإذعان، لأن المولى عز وجل يقول في محكم التنزيل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} (محمد: من الآية ١٩) .

وعلى هذا، فإذا قال المسلم: لا إله إلا الله بلسانه؛ فعليه أن يضم إلى ذلك معرفة هذه الكلمة بإيجاز ثم بالتفصيل، فإذا عرف وصدق وآمن؛ فهو الذي يصدق عليه تلك الأحاديث التي ذكرت بعضها آنفًا، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم مشيرًا إلى شيء من التفصيل الذي ذكرته آنفًا: «من قال: لا إله إلا الله، نفعته يومًا من دهره» (١) .


(١) حديث صحيح: صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٩٣٢) وعزاه لأبي سعيد الأعرابي في معجمه وأبي نعيم في الحلية (٥ / ٤٦) ، والطبراني في الأوسط (٦٥٣٣) ، وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه

<<  <   >  >>