لا يفهمها أحد، ولم يفهمها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا الصحابة، بل القرآن كله قد أمر الله بتدبره، والله يفتح على من يشاء.
قوله:((وترك التعرض لمعناه)): أي بالتفسير والتأويلات التي لا دليل عليها.
قوله:((ونرد علمه إلى قائله)): وهو الله سبحانه وتعالى، أو رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
قوله:((ونجعل عهدته على ناقله)): أي من بلَّغه، فهو المسؤول عما نقل من العلم.
قوله:((اتباعاً لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه وتعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}[آل عمران:٧])): هذا إنما يكون في الآيات المشتبهات، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى طريق الزائغين، وطريق الراسخين في العلم، فقال سبحانه في موقف الزائغين:{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ}[آل عمران:٧]، فيتبعون المتشابه والمشكل، ويعرضون عن الكلام الواضح المحكم، لأجل:{ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ}[آل عمران:٧]، وإضلال الناس وتشكيكهم، {وَابْتِغَاءَ تَاوِيلِهِ}[آل عمران:٧]، طلباً لتأويله، وهو الذي لا يعلمه إلا الله، {وَمَا يَعْلَمُ تَاوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}[آل عمران:٧].
وأما {الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}[آل عمران:٧] أهل العلم والدين والإيمان، فإنهم:{يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ}[آل عمران:٧]، حتى العامي الموفق في دينه -أيضاً- يثبت على هذا الأصل، فليس بشرط أن يكون علامة، وأن يكون عنده علم، لكنه لا يدخل فيما ليس له