للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها أن في ذلك غيظًا على الكفار إن شاهدوا من المسلمين جموعهم ومساجدهم واجتماعهم بأمر دينهم ومواظبتهم على عبادتهم. ومنها: أن منها تشبهًا بالملائكة المرقبين حيث يقولون: {وما منا إلاله مقام معلوم، وإنا لنحن الصافون، وإنا لنحن المسبحون}. ومنها: أن الصلاة من بعضهم على عين بعض أجزى وأخضع، ومن التجبر والتعظم أبعد.

ومنها: أنه قد يدخل مع النوم من لا يحسن الصلاة فيصلي بصلاتهم ويأخذ عنهم فيكون أقام الصلاة بإجماعه من هذا الوجه إعانة على البر وهداية إلى الخير.

ومنها: أن الإجماع على الاقتداء بالإمام الذي إليه جمعهم وإليه إمامتهم، قضى حق الطاعة له، وإنما ذلك للسلطان، وطاعة السلطان عبادة.

ومنه أنها إذا مرقوا على الصلاة خلف سلطنهم أسرعوا إلى طاعته فيما يدعوهم إليه، ويحملهم عليه من جهاد وغيره. وإذا مرقوا على الإنفراد لم يؤمن أن يحدث عنهم من التباطؤ ما يدعو إلى الشقاق والفرقة.

ومنها أن ذلك تشبهًا منهم بصف المقاتلين الذين يقول الله عز وجل: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان مرصوص}.

ومنها أن القبلة هي البيت وعنده كانت إمامة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم. ومعلوم أن المسلمين إذا اجتمعوا حول البيت فصلوا، صارت جهاته مستوفاة لهم ضرورة، واستيفاؤها للمنفرد غير ممكن.

ومنها: أنهم إذا صلوا جماعة سلم بعضهم على بعض.

ومنها: أن الإمام يدعو لنفسه وللقوم، وكل واحد من القوم يدعو لنفسه وللجماعة، وذلك أرجى من دعاء المنفرد وحده.

ومنها: أن المسلمين يصومون معًا ويحجون معًا، فلما أمكن أن يصلوا معًا كان ذلك أولى بهم من أن ينفردوا ويتباينوا بين الصلاة وقرينتها من أركان الصلاة.

ومنها: إن في الجماعة تعظيمًا للمقصود بالخدمة لما يستشعره كل واحد من استضعاف نفسه، وإظهاره الحاجة إلى آخرين، فينصتون إليه فيتقوى بهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>