للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روي عن على بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه أُتي بزنادقة! فأحرقهم. فبلغ ذلك عبد الله بن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي النبي صلى الله عليه وسلم ((لا تعذبوا بعذاب الله)) (١) ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من بدل دينه فاقتلوه)) . (٢)

١٤وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر بعده، كفر من كفر من العرب، قال عمر بن الخطاب: كيف تقاتل الناس؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله، فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله)) . فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال. والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه.

فقال عمر بن الخطاب: فو الله ‍‍! ماهو إلا أن رأيت الله عز وجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق)) . (٣)

قال الإمام الخطابي رحمه الله تعالى (٤)


(١) النهي ليس علي التحريم، بل علي سبيل التواضع. ينظرالخلاف في ذلك (فتح الباري) ٦/١٧٤ رقم ٣٠١٧.
(٢) سبق تخريجه ص ١١٨.
(٣) أخرجه مسلم (بشرح النووي) كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ويؤمنوا
بجميع ما جاء به النبي ١/٢٣٢ رقم ٢٠، والبخاري (بشرح فتح الباري) كتاب استتابة المرتدين والمعاندين، وقتالهم،
باب قتل من أبي قبول الفرائض، وما نسبوا إلي الردة ١٢ / ٢٨٨ رقمي ٦٩٢٤، ٦٩٢٥.
(٤) هو: حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي، نسبة إلي جده، كان ثقة مثبتا، من أوعية العلم، صنف (شرح البخاري) و (ومعالم السنن) و (غريب الحديث) وغير ذلك. مات سنة ٣٨٨ هـ له ترجمة في: طبقات الحفاظ للسيوطي صـ ٤٠٤ رقم، ٩١٥ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٠١٨ رقم ٩٥٠، والتقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد صـ ٢٥٤ رقم ٣١٠.

<<  <   >  >>