للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٩٨ - الحارث في (مسنده) (١): حدثنا داود بن المحبر حدثنا عبّاد بن كثير عن يزيد الرقاشي عن (٢) المغيرة بن قيس عن أنس بن مالك.

قال المغيرة بن قيس: وحدثنا الحسن ببعضه وقتادة وسعيد بن المسيب والضحاك بن مزاحم.

قال: وحدثنا أبو الزبير عن جابر والعرزمي عن علي بن أبي طالب كلهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (الشهداء ثلاثة: رجل خرج بنفسه وماله صابراً محتسباً لا يريد أن يَقتل ولا يُقتل، فإن مات أو قُتل غُفرت له ذنوبه كلُّها، ونجا مِن عذاب القبر، وأمن من الفزع الأكبر، وزُوِّج مِن الحور العين، وتحلُّ عليه حلّة الكرامة، ويوضع على رأسه تاج الخلد.

والثاني: رجل خرج بنفسه وماله محتسباً يريد أن يَقتل ولا يُقتل، فإن مات أو قُتل كانت ركبته بركبة إبراهيم الخليل بين يدي الله تعالى في مقعد صدق.

والثالث: رجل خرج بنفسه وماله محتسباً يريد أن يَقتل ويُقتل، فإن مات أو قُتل جاء يوم القيامة شاهراً سيفه واضعه على عاتقه والناس جاثون على الركب يقول: افرجوا لنا فإنّا قد بذلنا دماءنا لله عز وجل).

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده لو قال ذلك لإبراهيم أو لنبي مِن الأنبياء لنحّى له الطريق (٣) لمِا يرى مِن حقِّه، فلا يسأل اللهَ شيئاً إلا أعطاه، ولا يشفع في أحدٍ إلا شُفِّع فيه، ويُعطى في الجنة ما أَحبَّ، ولا يفضله في الجنة منزل نبيٍّ ولا غيره (٤)، وله في جنة الفردوس ألف ألف مدينة مِن فضة وألف ألف مدينة مِن ذهب وألف ألف

⦗٤٩٤⦘

مدينة مِن لؤلؤ وألف ألف مدينة مِن ياقوت وألف ألف مدينة مِن دُرّ وألف ألف مدينة مِن زبرجد وألف ألف مدينة مِن نور، في كل مدينة من المدائن ألف ألف قصر، في كل قصر ألف ألف بيت، في كل بيت ألف ألف سرير، كل سرير طولُه مسيرة ألف عام، وعرضه مسيرة ألف عام، وطوله في السماء مسيرة خمسمائة عام، عليه زوجة قد برز [كمّها] (٥) مِن جانبي السرير عشرون ميلاً في (٦) كل زاوية وهي أربع زوايا، وأشفار عينها (٧) كجناح النسر وكقوادم (٨) النسور، وحاجباها كالهلال، عليها ثياب تنبت (٩) في جنان عدن، [سقياها] (١٠) مِن تسنيم، وزهرها يخطف الأبصار دونها، لو برزت لأهل الدنيا لم يرها نبي مرسل ولا ملَك مقرَّب إلا فُتن بحُسنها، بين يدي كل امرأة مِنهنّ مائة ألف جاريةٍ بكرٍ خدمٌ سوى خدم زوجها، وبين يدي كل سرير كراسي مِن غير جوهر السرير، كل سرير طوله مائة ألف ذراع، على كل سرير مائة ألف فِراش، غلظ كل فراش كما بين السماء والأرض، وما بينهنّ مسيرة خمسمائة عام، يدخلون الجنة قبل الصدِّيقين والمؤمنين بخمسمائة عام يفتضّون العذارى، وإذا دنا من السرير تضامَّت (١١) له الفرش حتى يركبها متفرجاً حيث شاء، فيتَكئ تكاةً مع الحور العين سبعين سنة، فتناديه أبهى منها وأجمل: يا عبد الله أما لنا مِنك دولة؟ فيلتفت إليها فيقول: من أنتِ؟ فتقول: أنا مِن الذين قال الله تعالى {ولدينا مزيد} (١٢). ثم تناديه أبهى منها وأجمل:

⦗٤٩٥⦘

يا عبد الله مالكَ فينا مِن حاجة؟ فيقول: ما علمتُ مكانكِ. [فتقول] (١٣): أوما علمتَ أنَّ اللهَ تعالى قال: {فلا تعلم نفسٌ ما أُخفي لهم مِن قرة أعين} (١٤)؟ فيقول (١٥): بلى وربي). قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ولعله يشتغل عنها بعد ذلك أربعين عاماً لا يشغله إلا ما هو فيه مِن النعمة واللذة، فإذا دخل أهلُ الجنة الجنةَ ركب شهداء البحر قراقر مِن دُرّ في نهر مِن نور، مجاديفهم قضبان اللؤلؤ والمرجان والياقوت، معهم (١٦) ريح تسمى الزهراء في أمواج كالجبال، إنّما هو نور يتلألأ، تلك الأمواج في أعينهم أهون وأحلى عندهم من الشراب البارد في الزجاجة البيضاء عند أهل الدنيا في اليوم الصائف، وأيامنهم (١٧) الذين كانوا في بحر (١٨) أصحابهم الذين كانوا في الدنيا، تقدم قراقرهم (١٩) بين يدي أصحابهم ألف ألف سنة وخمسين ألف سنة (٢٠)، وميمنتهم خلفهم على النصف مِن قرب أولئك مِن أصحابهم، وميسرتهم مثل ذلك، وساقتهم الذين كانوا خلفهم في تلك القراقر (٢١) مِن دُرّ. فبينما هم كذلك يسيرون في ذلك النهر إذ رفعتهم تلك الأمواج إلى كرسي بين يدي عرش ربِّ العزة، فبينما هم كذلك إذ طلعت عليهم الملائكة يضعفون على خدم أهل الجنة حسناً وبهاءً وجمالاً ونوراً كما يضعفون هم على أهل الجنة [بمنازلهم] (٢٢) عند الله، فيَهمُّ أحدُهم أن يخرَّ لبعض خدّامهم مِن الملائكة

⦗٤٩٦⦘

ساجداً فيقول: يا وليَّ الله إنّما أنا خادمٌ لك، ونحن مائة ألف قهرمان في جنات عدن ومائة ألف قهرمان في جنات الفردوس ومائة ألف قهرمان في جنات النعيم ومائة ألف قهرمان في جنات المأوى ومائة ألف قهرمان في جنات الخلد ومائة ألف قهرمان في جنات الجلال ومائة ألف قهرمان في جنات السلام، كل قهرمان على مائة (٢٣) مدينة، في كل مدينة مائة ألف قصر، في كل قصر مائة ألف بيت مِن ذهب وفضة ودرّ وياقوت وزبرجد ولؤلؤ ونور، فيها أزواجه وسرره وخدّامه، لو أنّ أدناهم نزل به الجنُّ والإنس ومثلهم معهم مائة ألف ألف مرة لوسعهم أدنى قصرٍ مِن قصوره بما (٢٤) شاؤوا مِن النُّزُل (٢٥) والخدم والفاكهة والثمار والطعام والشراب، كل قصر مستغنٍ بما فيه مِن هذه الأشياء على قدر سعتهم جميعاً، لا يحتاج إلى القصر الآخر في شيء مِن ذلك، وإنّ أدناهم منزلة الذي يدخل على الله بكرة وعشياً فيأمر له بالكرامة كلها لم يشتغل حتى ينظر إلى وجهه الجميل تبارك وتعالى) (٢٦).

قال الحافظ ابن حجر في (المطالب العالية) (٢٧): هذا حديث موضوع ما أجهل من افتراه وأجرأه على الله تعالى، انتهى.


(١) كما في بغية الباحث (٢/ ٦٥٤ - ٦٥٧) رقم ٦٣٢، والمطالب العالية (٢/ ٢٩٧ - ٣٠٠) رقم ١٩٣٩.
(٢) في بغية الباحث: (وعن).
(٣) في التنزيه: (عن الطريق).
(٤) في (ف) و (م): (ولا قبره)!!
(٥) في جميع النسخ: (لحمها)، وفي التنزيه: (ظلها)، والمثبت من بغية الباحث والمطالب العالية.
(٦) في البغية والمطالب: (من).
(٧) في البغية والمطالب: (عينيها).
(٨) في البغية والمطالب: (أو كقوادم).
(٩) في البغية والمطالب: (نبتت).
(١٠) في جميع النسخ: (شفتاها)، والمثبت من البغية والمطالب.
(١١) في (د) و (ف) و (م) والمطالب: (تطامنت).
(١٢) سورة ق: الآية (٣٥).
(١٣) ما بين معقوفتين زيادة من المطالب والتنزيه.
(١٤) سورة السجدة: الآية (١٧).
(١٥) في (د) و (م): (فتقول).
(١٦) في البغية: (ترفعهم).
(١٧) في التنزيه: (وأمامهم).
(١٨) في التنزيه: (نحر).
(١٩) في البغية: (قراقيرهم).
(٢٠) كذا في المطالب، وفي الإتحاف والتنزيه: (وخمسمائة ألف سنة وخمسين ألف سنة).
(٢١) في البغية: (القراقير).
(٢٢) في الأصل والمطالب: (منازلهم)، وفي (د) و (ف) و (م): (نازلهم)، والمثبت من البغية والتنزيه.
(٢٣) في المطالب: (باب).
(٢٤) كذا في (خ)، وفي باقي النسخ: (ما).
(٢٥) في (خ) والتنزيه: (من البر).
(٢٦) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (٢/ ١٨٥ - ١٨٦) رقم ٣٥.
وروي نحوه بإسناد آخر عن أنس مختصراً؛ رواه البزار في مسنده (١٢/ ٣٢٩ - ٣٣٠) ح ٦١٩٦، والبيهقي في شعب الإيمان (٨/ ١٨٥ - ١٨٦) ح ٣٩٥٠، وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب (١/ ٤٦٣ - ٤٦٤) ح ٨٣٢ من طريق محمد بن معاوية بن أعين النيسابوري عن مسلم بن خالد عن شريك بن أبي نمر عن أنس بن مالك مرفوعاً.
ومحمد بن معاوية متروك؛ انظر ترجمته في تهذيب الكمال (٢٦/ ٤٧٨ - ٤٨٢) رقم ٥٦١٨، وميزان الاعتدال (٤/ ٤٥ - ٤٤) رقم ٨١٨٨.
(٢٧) (٢/ ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>