للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

٢٧٣ - أبو نعيم في (فضائل الصحابة) (١): حدثنا الحسين بن محمَّد بن علي فيما أرى حدثنا أبو ذر أحمد بن محمَّد بن سليمان حدثنا علي بن حرب حدثنا محمَّد بن يعلى الثقفي عن عمر بن صبح عن خالد بن ميمون عن عبد الكريم أبي أمية عن طاوس عن عائشة قالت: مكث آلُ محمَّد - صلى الله عليه وسلم - أربعة أيام ما طعموا شيئًا حتى تَضاغَوا صبيانُهم، فدخل عليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا عائشة هل أصبتم بعدي شيئاً؟)

⦗٢٣٧⦘

فقلتُ: مِن أين إنْ لم يأتنا اللهُ به على يديك. فتوضأ وخرج مستحيياً يصلي (٢) ها هنا مرة وها هنا مرة يدعو. قالت: فأتى عثمانُ بن عفان مِن آخر النهار فاستأذن، فهممتُ أن أحجبه، فقلتُ: هو رجل مِن مكاثير المسلمين، لعل الله إنما ساقه إلينا ليجري لنا على يديه خيراً، فأذنتُ له. فقال: يا أمّتاه أين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلتُ: يا بني ما طعم آلُ محمَّد مِن أربعة أيام شيئًا، ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متغيِّراً ضامر البطن -فأخبرَتْهُ بما قال لها وما ردّت عليه -فبكى عثمان وقال: مقتاً للدنيا. ثم قال: يا أمّ المؤمنين ما كنتِ بحقيقةٍ أن ينزل بكِ مثلُ هذا ثمّ لا تذكريه لي ولعبد الرحمن بن عوف ولثابت بن قيس ولنظرائنا (٣) مِن مكاثير المسلمين. ثم خرج فبعث إلينا بأحمالٍ (٤) مِن الدقيق وأحمال مِن الحطب وأحمال مِن التمر وبمسلوخ وثلاثمائة درهم في صرّة، ثم قال: هذا يبطئ عليكم. فأتانا بخبز وشواء فقال: كلوا أنتم هذا، واصنعوا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - حتى يجيء. ثم أقسم عليَّ أن لا يكون مثل هذا إلا أعلمتُه إياه. ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا عائشة هل أصبتم بعدي شيئًا؟) قلتُ: نعم يا رسول الله، قد علمتُ أنك خرجتَ تدعو الله، وقد علمتُ أنّ الله لن يردَّك عن سؤالك. قال: (فما أصبتُم؟) قلتُ: كذا وكذا حمل بعير دقيق، وكذا وكذا حمل بعير حطب، وكذا وكذا حمل بعير تمر، وثلاثمائة درهم في صرّة ومسلوخة وخبز وشواء. فقال: (مِمّن؟) قلتُ: مِن عثمان بن عفان؛ فأخبرتُه (٥) فبكى وذكر الدنيا بمقتٍ وأقسم أن لا يكون فينا مثل هذا إلا أعلمتُه. قالت: فما

⦗٢٣٨⦘

جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى خرج إلى المسجد، ورفع يديه [و] (٦) قال: (اللهم إنّي قد رضيتُ عن عثمان فارض عنه) قالها ثلاثًا (٧).

قال أبو نعيم: هذا حديث غريب مِن حديث محمَّد بن يعلى عن عمر بن صبح، لا أعلم رواه غيره (٨)، انتهى.

وعبد الكريم أبو أمية قال في (المغني) (٩): كذّبه (أيوب) (١٠) السختياني (١١)، وضرب أحمد على حديثه، وقال ابن معين (١٢): ليس بشيء.


(١) فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم ص ٥١ - ٥٢ ح ٣٢.
(٢) في فضائل الخلفاء الأربعة: (فصلى).
(٣) في (د) و (ف) و (م): (ولنظائرنا).
(٤) في الأصل و (هـ): (بأجمال).
(٥) كذا عند أبي نعيم، وفي رواية ابن شاهين: (مِن عثمان بن عفان، دخل عليَّ فأخبرتُه).
(٦) ما بين معقوفتين زيادة من فضائل الخلفاء والتنزيه.
(٧) رواه ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة ص ١٤٩ - ١٥٠ ح ٩٩ - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٩/ ٥٢ - ٥٣) - من طريق علي بن حرب به.
وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (١/ ٣٩١ - ٣٩٢) رقم ١٣٤.
(٨) تتمة كلام أبي نعيم: (وفيه لين) فضائل الخلفاء الأربعة ص ٥٢.
وجاء في حاشية (د): (وعمر بن صبح متروك، وكذبه ابن راهويه).
(٩) ديوان الضعفاء والمتروكين ص ٢٥٥ رقم ٢٥٩٥. وفي المغني (١/ ٥٦٩) رقم ٣٧٨٤ قال: (ضعيف تركه بعضهم. . .).
(١٠) ما بين قوسين ليس في الأصل.
(١١) عبارة أيوب السختياني: (كان غير ثقة، لقد سألني عن حديث لعكرمة، ثم قال: سمعتُ عكرمة) مقدمة صحيح مسلم (١/ ٢١).
(١٢) تاريخ الدارمي ص ١٨٧ رقم ٦٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>