للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم في اليوم نفسه في الثانية بعد الزوال وردت بارجة إصبانية صغيرة من جزر كنارية على الثغر المذكور حاملة لفرقة عسكرية لحماية قنصليتها أيضًا، وعززت الدارعتين الفرنسيتين في صب هاطل الكور على البلد، وكان الضرب بالغا حده فضج الناس وافتتنوا ولم يجدوا ملجأ ولا منجى وظل بعضهم يموج في بعض كأنهم سكارى يعربدون ونار الفتن تتوقد وشرر زفيرها يتطاير في قلوب العجزة من الرجال والنساء والصبيان.

ولما جل الخطب وطم أمرهم الخليفة المولى الأمين المذكور بعد الموافقة مع القنصلية الفرنسية بالخروج للمحل المعروف بالسور الجديد الذي كان محل تخييمه بالقوة التي كانت إلى نظره من عساكر وخيل ورماة، وصرح لهم بأن كل من حل به فهو آمن على نفسه وماله فانقسم الناس قسمين:

قسم ائتمر بما أمر به الخليفة المذكور فخرج مسرعا إلى السور الجديد حيث القوة المخزنية ومثوى الخليفة السلطانى الذي جاء لحياطة البلد وذويها.

وقد كان هو دخل المدينة يوم الجمعة بقصد إطفاء نار الفتن وإجلاء البادية عن البلد ونزل بدار المخزن هناك وأقام بها يوم السبت والأحد وفي صبيحة يوم الاثنين وقعت الواقعة.

ولما خرج من خرج للسور الجديد حيل بين مولاى الأمير، الخليفة المذكور وبين ما أراد من اللحوق بعائلتة والقوة التي كانت معه لتفاحش عيث المفسدين في الطريق ولم يبق معه بالمدينة غير وصيف وطباخ.

وفي عشية يوم الأربعاء سابع عشر موافق سابع عشرى جمادى المذكور أطلقت الدارعتان الفرنسيتان قنابلهما على الملتجئين بالسور الجديد حيث رأت أحزاب العتاة المسدين تجمهرت حولة ورامت الهجوم على من به وقصدهما تبديد

<<  <  ج: ص:  >  >>