للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنكال، وتلك أدلة كلها تدل على مبلغ اهتمامه بالدين، وحمل الأمة على العمل بأوامره، وتجنب نواهيه.

وإليك نص ما وقفت عليه مما كتب به للقائد المهدى الشرادى الذى كان ادعى المهدوية وعتا وتمرد، مار الذكر آنفا، بعد الحمدلة والصلاة والطابع السلطانى:

"محبنا المرابط الأرضى السيد المهدى الشرادى، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: فإن الله سبحانه رضى لنا الإسلام دينا، وجعلنا من أمة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذى لم يخلق الله له في الوجود قرينا، فمن اتبعه واقتفى ما جاء به فقد فاز فوزا عظيما، ومن حاد عن سنته، فليس من أمته، وقد خسر خسرانا مبينا.

وقد بلغنا من غفلة الناس عن دين الله وتفريطهم في جنب الله وإعراضهم عن أداء ما فرض الله عليهم ما حملنا على تنبيههم من سنة الغفلات، وإرشادهم لتدارك ما فات، بإصلاح ما هو آت {... إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ. . . (١١٤)} [هود: ١١٤]، قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (٥٥)} [الذاريات: ٥٥] وقال: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ. . . (١٢٥)} [النحل: ١٢٥] وقال: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ. . . (٢٢)} [الزمر: ٢٢] وقال: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ. . . (١٣)} [الشورى: ١٣] وفى الصحيح عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا.

فاعلموا أن التوحيد أصل الإيمان، وبه يخرج الإنسان من ربقة الشرك وحزب الشيطان، وهو النطق بلا إله إلا الله محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع اعتقاد

<<  <  ج: ص:  >  >>