وإليك نص الظهير الصادر في ذلك بعد الحمدلة والصلاة والطابع بداخله "يوسف بن الحسن بن محمد الله وليه ١٣٣٠" وبدائرته ومن تكن من يعتصم:
"خديمنا الأرضى ناظر الأحباس الكبرى بمكناس، الطالب أحمد الصبيحى، وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: فقد اطلع علمنا الشريف خديمنا وزير عموم الأوقاف بما راج في شأن قضية جنان ابن حليمة، وعرصة الشطرنجية القريبة منه، والعرصة الجديدة المجاورة لها التي عثرت بحوالة الأحباس على شهادة تحبيسهن من جدنا السلطان المقدس سيدى محمد بن عبد الله على السجد الأعظم هناكم وبسطه الحوز لناظر الوقت وحيازته ذلك في مهل رمضان عام ١٢٠٢ كما بالنسخة الواصلة من تلك الشهادة ويتصرف فيها جانب المخزن.
وبعد مراجعة خديمنا الوزير المذكور إدارة الأملاك المخزنية في ذلك مرارا وتحرير الأمر معها في المسألة أجابت بواسطة إدارة الشئون المخزنية بعد أن اعترفت بالتحبيس المشار له، أن السلطان مولاى سليمان قدس الله روحه لما تولى الملك بعد والده جدنا السلطان المحبس المذكور بادر لإبطال ذلك التحبيس وحيازة العراصى المذكورة، وعوض للمسجد الأعظم في ذلك ببلاد مخزنية كبيرة قرب فاس تدعى ببلاد الأوداية، ثم بعد البحث في بلاد الأوداية تحقق أن تحبيسها كان سبق من أحد الملوك السعديين المتوفى عام ١٠٣٧ (١) ثم زاد تحبيسها تثبيتا بعده جدنا الأكبر السلطان المقدس مولاى إسماعيل، حسبما بشهادته بالحوالة المذكورة عام ١١١٣ الواصلة أيضًا نسخة منها، فأجيبت إدارة الأملاك المذكورة بذلك وأخيرًا طلبت تعويض تلك العراصى الثلاث من جانب الحبس بمائة ألف فرنك، ثم عرضت قائمة ببيان المحلات لجانب المخزن هناكم مع بيان موقع كل محل منها
(١) في هامش المطبوع: "المتوفى فيها منهم هو زيدان بن المنصور كما سبق في ترجمته من هذا الجزء".