للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وردتهم مثل الثريا إذا رأت ... سهيلا بشحط البين أو واصل والرا

فأصبح في أرجائها البوم منشدا ... يردد مما قال من قد خلا شعرا:

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس بلى لكن هوى جدهم عثرا

فلا جفن إلا وهو مغض على القذا ... ولا عين إلَّا مِنْ نجيع الشجا حمرا

ولا وجد إلا وهو مرخ سدوله ... ولا هم إلا وهو يكتشف الفكرا

صبرت فؤادى للخطوب فلم يزل ... به رشقها حتَّى تقضى فلا صبرا

وأزمعت نهر الدمع عنى تعزيا ... فلما جرى كالنهر لم أملك النهرا

ووجهت نحو الحى أعرب عن هوى ... ضميرى فما ألفيت زيدا ولا عمرا

وأحسب ما قد كنت أحسب دائما ... فخطت بنان البين في راحتى صفرًا

إلى أن قال:

هو الدهر لا يبقى على متخشع ... ذليل ولا ذى نخوة مزده كبرا

حسام إذا ما صمم الدهر في امرئ ... غدا دمه بين الورى خضرا مضرا

ورح سموم حيث ما هب مرة ... تعفت معافيه وإن بعدت مرا

وسيل إذا ما يمم الأرض أصبحت ... أخاديد وانفلت كرادسها كسر

وليث هصور ما تغشى حظيرة ... فيسطو إلا أنعم العض والعقرا

غشوم فما يرتاع من بأس خادر ... لحى ولا من حسن ساكنة خدرا

فليس عجيبا ما أتى من عجائب ... ولو أطلع الغبراء واستنزل الخضرا

إلى أن قال:

ألم تر أن الدهر حبلى أنينة ... ولادتها يوما وإن لم تكن تدرا

<<  <  ج: ص:  >  >>