للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونص كتاب سكيرج للزبدى في شأن الإنعام السلطانى على المهندس المكلف بالأبراج وما وصل إليه العمل فيها:

"وعلى جناب أمين الحضرة العالية الفقيه النزيه عوض الوالد سيدى ج محمد الزبدى، السلام التام، ورحمة الله عن خير مولانا دام بالله نصره.

أما بعد: فقد شرفتنى سعادتكم بمكتوبها الوارد على يد نائب سيدنا المعظم الفقيه السيد محمد بركاش فاستدعانى لمحله حينئذ، وكذا المهندس، وسلم إلى المكتوب المومى إليه، وأخبر المهندس أن سيدنا أيده الله أنعم عليه بكسوة مثل ما أنعم بها على الحراب بجبل طارق، فشكر فضل الحضرة السنية وكذا فضلكم، فإن شكر الوسيطة واجب. وعندما انصرفت من منزله قرأت كريم مكتوبكم وفهمت مضمنه ووضحته للمهندس فحصل له سرور كبير، ولنا أكثر منه، فلولا الوسيطة لذهب كما قيل الموسوط، فلا طاقة لى على مجازة عالى همتكم في الأمر الذى أنهت سيادتكم للحضرة السنية ووعدتكم بالخير إن شاء الله في شأنى وقد قيل أنجز حر ما وعد.

ثم نعلم سيادتكم عن التعطيل الذى أنشئ للطبج في تركيب المدفع الثانى الفقانى من برج الريشة خلاف ما وعد به، وهو أن إقامة المدافع الجديدة وردت من إنكلترا فكان وزنها ... طونا منها ٤٤ طون من البارود والباقى من الكور ومكينات أخرى المعدة لتعمير المدفع فجعل البارود المشار إليه في خزنة دار البارود الكبيرة بعد ما أصلحها المهندس، وباقى الأقايم في برج المرسة وطبانه وفى برج الريشة، وقد حاول هذه الأيام في تركيب الآلات التي يتركب بها المدفع وسأخبر سيادتكم عن ذلك إن شاء الله عما قليل.

وأما البناء في برج الريشة فلا يبقى فيه إلا نصف الدائرة من المدفع الفقانى، فلا يمكن بناؤه قبل تركيب المدفع حسبما ظهر للطبج، وأمور في برج الريشة فلا يبقى فيه إلا نصف للطبج، وأمور أخرى كالتجصيص وتلبيس بعض المحلات وتركيب أبواب الخزنات القديمات، وكذا باب البرج وأمر ذلك سهل قريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>