للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على فطرتهم وبداوتهم لم يجربوا الأمور، ولم يعرفوا القوانين وهم يترامون عليهم الآن.

والحالة أنهم لا زالوا في الحمية كسمسار النجليز الذى ترامى عليه المديونى، وكصاحبى المركان الذين ترامى عليهما الحريزى والمزمزى ونحوهم، والذى اقتضاه نظرنا الشريف هو أن تجعل مع نواب الأجناس تأويلا مناسبا في أمر أولئك الخارجين من الحماية يصان به عرضهم ومروءتهم ويحفظ به مالهم، وهو أن نكتب لهم ظهائر شريفة ونضمنها ما يناسب معاملتهم وانحياشهم لجانبنا العالى بالله على وجه أوفق وأليق.

ثم من كان منهم من الأعراب وسكان البادية نستعمله في فلاحة جانبنا الشريف والعزبان والشركة.

ومن كان منهم من أهل المدن نستعمله فيما يناسبه من خدمتنا الشريفة حتى يكون جميعهم في حوزة جانبنا المعتز بالله ولا يجد العمال إليهم سبيلا، ولا يجدون لهم أيضا سبيلا إلى التشكى والتظلم بأمر يلحقهم، ويبقى الكل في فسحة.

وعليه فتفاوض معهم على ذلك، ثم تكلم عليه في مجلس الكلام والأحكام، واطلب منهم عدد الخارجين من الحماية وحقق الأمر فيه معهم، وأعلمهم بأنه إذا ادعى أحد أنه منهم عند جريان الحكم عليه ولم يشمله ذلك الزمام فهو رد، وكذلك اليهود المحميون إذا تأتى لك إدخالهم في الضابط المذكور فلا تقصر في ذلك، وإذا لم يتأت لك ذلك يجرى عملهم على ما أشار إليه البعض من حضور القونصو مع العامل وقت الحكم عليه، بخلاف المسلمين فإن العمل فيهم هو ما قررنا لك من جعل الظهائر لهم فلابد جد في حيازة عددهم منهم أصلحك الله وأعانك والسلام ٢٢ جمادى الأولى عام ١٢٩٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>