للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= وخلفك بهذه الصفة تقول: الذي جلست اليوم فيه خلفك. والجالس أنا اليوم فيه خلفك, والذي جلسته اليوم خلفك, والجالس هو أنا اليوم خلفك.

فإن قلت: جلست ذات اليلة عندك, لم يجز الإخبار عن الزمان ولا عن المكان, لأنهما غير متصرفين, ولا يجوز الإخبار عن المفعول له, لأنه من شرائطه أن يكون مصدرًا. والضمير ليس بمصدر, ويجوز الإخبار عن المفعول معه, تقول: ما زلت أسير والنيل فإن أخبرت عن النيل قلت: الذي ما زلت أسير وإياه النيل.

فإن قلت: جاء زيد راكبًا وطاب زيد نفسًا, لم يجز الإخبار عن الحال ولا عن التمييز, لأنهما لا يكونان إلا نكرتين. ويجوز الإخبار / عن المستثنى تقول: قام القوم إلا زيدًا, فإن أخبرت عن زيد قلت: الذي قام القوم إلا إياه زيد, وتقول: كان زيد قائمًا, فإن أخبرت عن قائم قلت: الذي كأنه زيد قائم, وحذف الهاء ضعيف, قال شيخنا رحمه الله: لأنه في الواصل أحد جزأي الجملة.

المسألة السادسة عشرة:

لا يجوز الإخبار عن مجرور رب, لأنه لا يكون إلا نكرة والضمير معرفة, ولا يجوز الإخبار عن المجرور بمذ ومنذ وحتى وواو القسم وتائه, لأنه لا يكون مضمرًا, ولا يجوز الإخبار عن المجرور بمن الزائدة, لأنها لا تزاد إلا في الأسماء الشائعة. وإذا قلت: له عشرون ألف درهم لم يجز الإخبار عن درهم, لأن الألف يصير معرفة - وهو مميز -, ولا يجوز الإخبار عن المجرور بالكاف, لأنها لا تدخل على المضمر. وتقول: غلامي ذاهب, فإن أخبرت عن الياء قلت: الذي غلامه ذاهب, فإن أخبرت عن الياء قلت: الذي غلامه ذاهب أنا, واستقبحه المازني, لأن المتكلم أعرف المعارف والإخبار ينقله إلى الغائب فقد نقلت الأقوى إلى الأضعف.

المسألة السابعة عشرة:

في الإخبار عن التوابع, تقول: جاء زيد نفسه, فلا يجوز الإخبار عن نفسه, لأنك لو أخبرت لقلت: الذي جاء زيد هو نفسه, والظاهر لا يؤكد بالمضمر,

<<  <   >  >>