للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

دمت عليه قائمًا} قال: مواكظًا أي مداومًا. ثم قال: ومنه قيل في الكلام للخليفة: هو القائم بالأمر، وكذلك: فلان قائم بكذا وكذا، إذا كان حافظًا له متمسّكًا به. وفي بعض الحديث أنه لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أبايعك ألا أخر إلا قائمًا، فقال: أما من قبلنا فلن تخرّ إلا قائمًا. أي لسنا ندعوك ولا نبايعك إلا قائمًا، أي على الحق" (١).

هذا الحديث وشرحه المستفيض اختصره بيان الحق على هذا الوجه:

"ع: حكيم بن حزام: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أخرّ إلا قائمًا" أي لا أموت إلا ثابتًا على الإسلام، وهو قوله تبارك وتعالى: {ليسوا سواءً من أهل الكتاب أمَّةٌ قائمة يتلون آيات الله} (آل عمران: ١١٣) (٢).

فنرى أن النيسابوري أثبت أولًا "ع" وهو رمزه لكتاب أبي عبيد، ثم ذكر اسم الصحابي صاحب الحديث، ثم أورد الحديث بعدما حذف سنده، ثم اختصر تفسير الحديث، واكتفى بآية واحدة من الآيتين اللتين استشهد بهما أبو عبيد وحذف سائر الكلام.

وإذا كان تفسير أبي عبيد مما أنكره أبو سعيد الضرير أورد بيان الحق التفسير والتعقيب كليهما. ومن أمثلة ذلك أن أبا عبيد فسّر ما جاء في نعت النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان شبح الذراعين، فقال: "يعني عبلهما، عريضهما" (٣).

نقل بيان الحق تفسير أبي عبيد وأضاف: "وأنكره أبو سعيد وقال: العبولة في أذرع النساء، وصفة الرجال أن يكون شبح الذراعين معرقًا لحمهما، وإنما هو عصب وعظام في طول كأيدي السباع" (٤).


(١) غريب الحديث لأبي عبيد ٤: ٩٢ - ٩٤.
(٢) جمل الغرائب: ٤٠.
(٣) غريب أبي عبيد ٢: ٣٢١.
(٤) جمل الغرائب: ٩٢.

<<  <   >  >>