قَال: كُنا مَعَ النبي صلى الله عَلَيهِ وَسلمَ ثَلاثِينَ وَمِائَةَ. فَقَال النبي صَلى الله عَلَيهِ وَسلمَ:"هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟ " فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامِ أَوْ نَحْوُهُ. فَعُجِنَ. ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ، مُشْرِكٌ مُشْعَانٌ طَويلٌ، بِغَنَمِ يَسُوقُهَا. فَقَال النبِي صلى الله عَلَيهِ وَسلمَ:"أَبيعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ -أَوْ قَال- أَمْ هِبَةٌ؟ " فَقَال: لَا. بَل بَيعٌ. فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةٌ. فَصُنِعَتْ. وَأَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسلمَ بِسَوَادٍ
ــ
الصديق التيمي المدني رضي الله عنهما شقيق عائشة رضي الله تعالى عنها، كنيته أبو محمَّد وقيل أبو عبد الله، كان اسمه عبد الكعبة فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه وسماه عبد الرحمن أخر إسلامه إلى ما قبيل الفتح، وقيل أسلم في هدنة الحديبية وشهد اليمامة والفتوح، وكان شجاعًا راميًا، له ثمانية أحاديث اتفقا على ثلاثة سمع النبي صلى الله عليه وسلم في الأطعمة، وعن أبي بكر في الأطعمة، ويروي عنه (ع) وأبو عثمان النهدي في الأطعمة، وعمرو بن أوس في الحج، وابنه عبد الله وابن أخيه القاسم بن محمَّد، مات سنة (٥٣) ثلاث وخمسين في طريق مكة فجأة وحمل إلى مكة ودفن فيها (قال) عبد الرحمن (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائة) نفر (فقال النبي صلى الله عليه وسلم) لمن عنده (هل مع أحد منكم) أيها الحاضرون (طعام) يطعمه لنا (فهذا مع رجل) من الحاضرين لم أر من ذكر اسمه (سماع من طعام) أي من دقيق (أو نحوه) أي أو نحو صاع أي قريبه، وأو للتنويع لا للشك (فعجن) ذلك الصالح أي خلط عجينًا ليخبز (ثم جاء رجل مشرك مشعان) بضم الميم وسكون الشين وتشديد النون اسم فاعل من اشعان الشعر اشعينانًا إذا انتفش وتفرق؛ أي منتفش الشعر ومتفرقه لعدم تعهده (طويل) جدًّا فوق الطول المعتاد، وقوله (بغنم) متعلق بجاء أي جاء مع غنم (يسوقها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم) لصاحب الغنم (١) هي (بيع) أي مبيعات تبيعها لنا (أم عطية) أي معطيات تعطيها لنا (أو قال) النبي صلى الله عليه وسلم أو الراوي (أم) هي (هبة) أي موهوبات تهبها لنا بدل قوله أم عطية (قال) الرجل (لا) أي ليست عطية أو هبة (بل) هي (بيع) لمن يشتريها، وقوله (أم عطية أو هبة) استدل به البخاري على جواز قبول الهدية من المشرك لأن الظاهر من هذا السؤال أن الرجل إن جعله عطية قبلها النبي صلى الله عليه وسلم منه وإلا لما سأله عن كونها عطية (فاشترى منه) أي من الرجل النبي صلى الله عليه وسلم (شاة فصنعت) الشاة أي ذبحت وطبخت (وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسواد