للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لِيَحيى)، قَال: أخْبَرَنَا أَبُو مُعَاويةَ عَنِ الأعمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن همَّامٍ؛ قَال: بَال جَرِيرٌ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفيهِ. فَقِيلَ: تَفْعَلُ هذَا؟ فَقَال: نَعَم. رَأَيتُ رَسُولَ الله صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسلمَ بَال، ثُمَّ تَوَضأ وَمَسَحَ عَلَى خُفيهِ.

قَال الأَعمَشُ: قَال إِبْرَاهِيمُ: كَانَ يعجِبُهُم هذَا الْحَدِيثُ. لأنّ إِسلامَ جَرِيرٍ كَانَ بَعدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ

ــ

الآتي (ليحيى) لا لغيره وأتى به تورعًا من الكذب على غير يحيى (قال) يحيى (أخبرنا أبو معاوية) وأتى بحاء التحويل لبيان اختلاف صيغتي شيخيه لأن أبا بكر قال حدثنا أبو معاوية وقال يحيى أخبرنا أبو معاوية (عن الأعمش) سليمان بن مهران الكاهلي أبو محمد الكوفي ثقة من (٥) (عن إبراهيم) بن يزيد بن قيس النخعي أبي عمران الكوفي ثقة من (٥) (عن همام) بن الحارث بن قيس النخعي الكوفي ثقة عابد من الثانية مات سنة (٦٥) روى عنه في (٤) أبواب (قال) همام (بال) أي قضى حاجة البول (جرير) بن عبد الله البجلي الأحمسي أبو عمرو الكوفي له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة مات سنة (٥١) (ثم توضأ) أي غسل وجهه ويديه (ومسح على خفيه) بدلًا عن غسل الرجلين (فقيل) لجرير أ (تفعل هذا) المسح على الخفين بدل غسل الرجلين (فقال) جرير لمن سأله (نعم) أمسح على الخفين بدل غسل الرجلين لأني (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال ثم توضأ ومسح على خفيه) يفعل مثل ما فعلته فلي أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا مُتَبعٌ له لا مبتدع (قال الأعمش) بالسند السابق (قال) لنا (إبراهيم) النخعي (كان يعجبهم) أي يعجب ويسر أصحاب عبد الله بن مسعود (هذا الحديث) أي حديث جرير بن عبد الله الآن إسلام جرير كان متأخرًا (بعد نزول) أي عن نزول سورة (المائدة) معناه أن الله سبحانه وتعالى قال في سورة المائدة {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} فلو كان إسلام جرير متقدمًا على نزول المائدة لاحتمل كون حديثه في مسح الخف منسوخًا بأية المائدة فلما كان إسلامه متأخرًا علمنا أن حديثه يعمَلُ به وهو مُبَين أن المراد بآية المائدة غير لابس الخف فتكون السنة مخصصة للآية، والله أعلم. وفي سنن البيهقي عن إبراهيم بن أدهم قال: ما سمعت في المسح على الخفين أحسن من حديث جرير. وهذا السند من سداسياته ورجاله كلهم كوفيون أو خمسة كوفيون والسادس إما نيسابوري أو مروزي.

<<  <  ج: ص:  >  >>