فإنْ كان لهذا الخبر أصلٌ صحيحٌ .. فلعلَّه يأتي بقرَآن فلا يُقبل منه كما لم يُقبل ما جاءتْ به القرامطةُ ومُسيلمة وسجاح وطليحة وشبهُهُم، أو يكونُ أرادَ بـ "القرآن" ما يأتي به ويَجْمَعُه من أشياءَ يذكرُها؛ إِذْ أصلُ القرآنِ الجمعُ، سُمّي بذلك لِمَا يجمعُه من القصصِ والأمرِ والنهي والوعدِ والوعيدِ، وكلّ شيءٍ جمعتَه .. فقد قرأتَه) اهـ "إِكمال المعلم" (١/ ١١٩ - ١٢٠). قلتُ: وقد أورد الخطيبُ البغداديُّ في كتاب "الفقيه والمتفقّه" (٢/ ٣٢٢ - ٣٢٣) (باب القول فيمن تصدَّى لفتاوى العامّة) عدَّةَ أحاديث في ذِكْر ووصف هؤلاء الشياطين الذين يُفقِّهون الناس، منها: (١٠٣٥) - عن طاوس، عن عبد الله بن عَمْرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَوْشَكَ أنْ يَظْهَرَ فيكم شياطين، كان سليمانُ أَوْثَقَها في البحر، يُصَلُّون في مساجدكم، ويقرؤون معكم القرَآن، وإنهم لشياطين في صورة الإِنس". (١٠٣٦) عن طاوس، عن عبد الله بن عَمْرو، قال: يُوشِكُ أنْ تَظْهَرَ الشياطينُ ممَّا أَوْثَقَ سليمانُ يُفَقِّهون الناس.