للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قَال: إِنَّ فِي الْبَحْرِ شَيَاطِينَ مَسْجُونَةً، أَوْثَقَهَا سُلَيمَانُ، يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ فتقْرَأَ عَلَى النَّاسِ قُرْآنًا

ــ

الياء؛ لأنه من عَصَى يَعْصِي فهو اسمٌ منقوصٌ، ولا اغْتِرارَ بوُجُودِه في كُتُبِ الحديث أو أكثرِها بحذفها بناءً على أنه مِنْ عاصَ يَعِيصُ كبَاعَ يَبِيعُ بمعنى تَكَبَّرَ وتَجَبَّرَ، والله سبحانه وتعالى أعلم) اهـ بزيادة (١).

وهذا السَّنَدُ من خُماسياته؛ ففيه روايةُ نيسابوري عن صَنْعاني عن بصري عن يماني عن يماني، ففيه روايةُ الوَلَدِ عن وَالِدِهِ.

(قال) عبدُ اللهِ بن عَمْرِو: (إنَّ في) جَزائرِ (البحرِ) المحيط أو في جزائرِ جِنْس البحر (شياطينَ) ومردةً من الجنِ وعفاريتِهم (مَسْجُونةً) أي: محبوسةً في جزائره.

(أَوْثَقَها) أي: أَوْثَقَ تلك الشياطينَ وسَجَنَها (سُلَيمَانُ) بن داودَ بنِ إِيشا، عليهما وعلى نبيّنا أفضلُ الصلاةِ وأزكى السلام؛ أي: سَجَنَ في جزائرِه مَنْ أَبَى وامْتَنَعَ منهم من أشغالِه وكَفَرَ به (يُوشِكُ) بضمِّ أوله وكسرِ شينه؛ أي: يَقْرُبُ في آخرِ الزمان (أنْ تَخْرُجَ) مِن مَحْبسها في البحر وتنتشرَ في أنحاءِ الأرض وآفاقِها (فتَقْرَأَ) تلك الشياطينُ (على الناسِ) أي: على عوائم الناس وأغبيائِهم شيئًا ليس من القرآن وَيزْعُمُونَه (قُرآنًا) أي: يقولون للناس: إِنه قرآن فخُذُوه منا وتَمَسَّكُوا به، واعْمَلُوا بما فيه؛ فإنه قرآنٌ أُنزل على نبيِّكم، فيُضِلُّونهم به ويَفْتِنُونَهم.

قال السنوسيُّ: (معناه: تقرأُ شيئًا ليس بقرآن، وتقول: إِنه قرآنٌ؛ لِتَغُرَّ به عَوَامَّ الناس، فلا يَغْتَرُّون؛ لِحِفْظِ الله سبحانه وتعالى القرآنَ عن الزيادة والنقصان.

ويحتملُ أنْ يكونَ المرادُ بالقرآن ما يجمعونه ويأتون بهِ؛ إِذْ أَصْلُ القرآنِ الجَمْعُ،


(١) "شرح صحيح مسلم" (١/ ٧٧)، وقال القاضي عياض: (هذا الاسم -يعني العاصي- رُوِّيناه عن أكثرهم ومُتْقِنيهم بالياء، وكذا قَيَّدَه الأصيليُّ، وغيرُه يقول: العاص بغير ياء، وكذا يرويه غيرُ واحدٍ من الشيوخ). "مشارق الأنوار" (٢/ ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>