أرى أثر المخيط في صدره" (وجاء الغلمان) الذين كانوا يلعبون معه حين صرع حالة كونهم (يسعون) أي يعدون ويسرعون في المشي (إلى أمه) صلى الله عليه وسلم متعلق بـ (جاء)، وقوله (يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بأمه (ظئره) أي مرضعته حليمة السعدية لا والدته آمنة الزهرية، تفسير مدرج من الراوي وهو بكسر الظاء المعجمة بعدها همزة ساكنة: وهي المرضعة، ويقال أيضًا لزوج المرضعة ظئر (فقالوا) أي قال الغلمان لمرضعته (أن محمدًا قد) صرع و (قتل) قتله جماعة لا نعرفهم (فاستقبلوه) صلى الله عليه وسلم أي جاءت حليمة وأهل بيتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو) صلى الله عليه وسلم (منتقع اللون) بالقاف المفتوحة أي متغير اللون لفزع وحزن حتى أشبه النقع أي التراب، قال الهروي: يقال انتقع لونه، وامتقع، والتمع بالعين المهملة، واستنقع، وانتسف بالسين المهملة، وانتشر، والتهم، والتمغ بالغين المعجمة، وانتشف بالشين المعجمة، وابتسر، كلها ألفاظ مترادفة معناها تغير لونه من حزن أو فزع. اهـ أبي بتصرف.
(قال أنس) بن مالك راوي الحديث رضي الله عنه (وقد كنت) في زمن حياته صلى الله عليه وسلم (أرى) وأبصر بعيني (أثر ذلك المخيط) الذي خاط به جبريل صدره صلى الله عليه وسلم أي أمارة الخياطة وعلامتها (في صدره) صلى الله عليه وسلم والمخيط بكسر الميم وإسكان الخاء وفتح الياء: الإبرة أو ما يخاط به وهو الخيط والإبرة.
وفي هذا دليل على جواز نظر الرجل إلى صدر الرجل ولا خلاف في جوازه، وكذا يجوز أن ينظر إلى ما فوق سرته وتحت ركبته إلا أن ينظر بشهوة فإنه يحرم النظر بشهوة إلى كل آدمي إلا الزوج لزوجته ومملوكته وكذا هما إليه، وإلا أن يكون المنظور إليه أمرد حسن الصورة فإنه يحرم النظر إليه وإلى وجهه وسائر بدنه سواء كان بشهوة أو بغيرها إلا أن يكون لحاجة [البيع] والشراء والتطبيب والتعليم ونحوها والله أعلم. اهـ نواوي.
وعبارة المفهم هنا وهذا الحديث محمول على ظاهره وحقيقته إذ لا إحالة في متنه عقلًا ولا يستبعد من حيث إن شق المصدر وإخراج القلب موجب للموت فإن ذلك أمر