بالهمز فصحيحة النقل عمن يعتمد على علمه وضبطه، وأما المعنى فبعيد عن مقصود الحديث كما قلنا آنفًا.
ويحتمل أن يراد بالحديث المهاجرون، إذ هم الذين تغربوا عن أوطانهم فرارًا بأديانهم، فيكون معناه أن آخر الزمان تشتد فيه المحن على المسلمين، فيفرون بأديانهم ويغتربون عن أوطانهم كما فعل المهاجرون، وقد ورد في الحديث: "قيل: يا رسول الله من الغرباء؟ قال: هم النُّزَّاعُ من القبائل "إشارة إلى هذا المعنى والله أعلم.
ولذلك قال الهروي: أراد بذلك المهاجرين لأنهم تغربوا عن أهليهم لله ورسوله، والنزاع: جمع نزيع أو نازع، وهو الذي نُزع عن أهله وعشيرته وبعد عن ذلك، ولكن ظاهر الحديث العموم، والأولى حمله عليه، وعدم القصر على المهاجرين.
(فطوبى) أي فطيب العيش، أو الجنة (للغرباء) أي لمن تغرب بدينه طلبًا لسلامته من الفتن فيه، وقد مر تفسير الغرباء في الحديث، ومن حيث اللغة آنفًا فهو جمع غريب، وهو من بَعُدَ عن أهله وعشيرته وماله، وأما طوبى فاصله طُيبَى بوزن فُعلى -بضم الطاء وسكون الياء- فقلبت فيها الياء واوًا لانضمام ما قبلها، واختلف المفسرون في معناها في قوله تعالى:{طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} فروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن معناه فرح وقرة عين، وقال عكرمة: نِعْمَ مالهم، وقال الضحاكْ غبطة لهم، وقال قتادة: حسنى لهم، وعن قتادة أيضًا معناه: أصابوا خيرًا، وقال إبراهيم: خير لهم وكرامة،
وقال ابن عجلان: دوام الخير، وقيل: الجنة، وقيل: شجرة في الجنة، وكل هذه الأقوال محتملة في الحديث والله أعلم اهـ نواوي.
وهذا الحديث أعني حديث أبي هريرة في غُربة الإسلام شارك المؤلف في روايته ابن ماجه (٣٩٨٦) فقط.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهم فقال:
(٢٧٦) - ش (١٣٨)(٦١)(وحدثني محمد بن رافع) القشيري مولاهم، أبو عبد الله