وهو النغف فيفرسهم فرس السبع فريسته بعد أن طارت ثغرة البغي في رؤوسهم فزعموا أنهم قاتلوا من في السماء اهـ من المرقاة.
(ثم) بعد هلاكهم (يهبط) وينزل (نبي الله عيسى وأصحابه) من جبل الطور (إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر) أي قدر شبر (إلا ملأه زهمهم) بفتحتين أي دسمهم (ونتنهم) أي عفونتهم وهو عطف تفسير لما قبله والزهم بفتح الزاي والهاء النتن والدسومة يقال زهمت يدي بكسر الهاء من باب فرح أي دسمت ثم استعيرت الكلمة للنتن لأن الدسومة تنتن بعد قليل، وذكر التوربشتي أن الزهم بفتحتين معناه الدسومة والزهم بضم الزاي وسكون الهاء الريح المنتنة، وذكر في القاموس أن الزهمة ريح لحم سمين (فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه) أي يتضرعون (إلى الله) ويدعونه تصفية الأرض من نتنهم (فيرسل الله) تعالى على موتى يأجوج ومأجوج (طيرًا) طوال الأعناق وغلاظها (كأعناق البخت) والإبل أي كطول أعناق البخت والإبل والبخت بضم الباء وسكون الخاء نوع من الإبل غلاظ الأعناق عظام الأسنام قاله القرطبي، وقال في اللسان: البخت والبختية دخيل في العربية أعجمي معرب وهي الإبل الخراسانية تنتج من عربية وفالج وهي جمال طوال الأعناق اهـ (فتحملهم) أي فتحمل موتى يأجوج ومأجوج تلك الطيور (فتطرحهم حيث شاء الله) أي في مكان شاء الله طرحهم فيه مما لا يعلمه إلا الله (ثم) بعد نقل الطيور موتاهم (يرسل الله) أي ينزل الله سبحانه (مطرًا) شديدًا، زاد الترمذي قبله (ويستوقد المسلمون من قسيهم ونشابهم وجعابهم سبع سنين ثم يرسل الله مطرًا) والنشاب السهام والجعاب ظرف السهام، وقوله (لا يكن) بضم الكاف وتشديد النون من باب شد وهو من كننت الشيء إذا سترته وصنته عن الشمس وهو بمعنى أكننت الشيء إذا سترته والمفعول محذوف جملة فعلية صفة لمطر أي يرسل الله مطرًا شديدًا لا يستر ولا يحجز (منه) أي من ذلك المطر لكثرته (بيت) مبني من (مدر) أي من طين متحجر (ولا) بيت ممدود من (وبر) أي من نسيج شعر إبل والمراد أن هذا المطر يصيب