للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا تَقِيًّا ... رَسُولَ اللهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ

فَإِنَّ أبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وقَاءُ

ــ

"جزاؤك عند الله الجنة" انظر الأغاني [٤/ ١٦٣] للشيخ الأصبهاني اهـ من المفهم.

(هجوت) أي سببت (محمدًا) صلَّى الله عليه وسلم (برًا) أي فاعل البر والخير لعباد الله الذي من أجله الدعوة إلى التوحيد (تقيًّا) أي ممتثلًا لأوامر الله تعالى ومجتنبًا عن نواهيه وفي رواية بدله (حنيفًا) أي مائلًا عن الأديان الباطلة إلى الدين الحق قال الأبي ويُروى بدل هذا الشطر "هجوت مباركًا برًّا تقيًّا" والبر الواسع الخير والنفع من البر بالكسر وهو الاتساع بالإحسان وهو اسم يجمع الخير كله ويكون البر أيضًا بمعنى المنزه عن المآثم ومنه بيع مبرور إذا لم يخالطه كذب وحج مبرور لا يخالطه ذنب ولا مأثم ومعنى "حنيفًا" في الرواية الأخرى مستقيمًا من الحنف وهو الاستقامة وسُمي الرجل المائل أحنف تفاؤلًا وقيل بل أصل الحنف الميل والحنيف المائل إلى الشيء والمسلم حنيف وسميت ملة إبراهيم الحنيفية لميلها إلى الرشد والخير والحنيف أيضًا الذي على ملة إبراهيم - عليه السلام - ودينه وقوله (برًّا تقيًّا) صفتان لمحمد وقوله (رسول الله) عطف بيان منه وقوله: (شيمته الوفاء) مبتدأ وخبر والجملة الاسمية صفة ثالثة لمحمد ومعنى "شيمته" أي خُلقه (الوفاء) للوعد ضد الغدر والخديعة وقال القرطبي والشيمة والسجية والسليقة والخليقة والجبلة كلها بمعنى وهو الطبيعة وقال غيره والشيمة بكسر الشين الخُلقُ بضمتين يجمع على شيم بكسر الشين وفتح الياء وذكر الثالث منها بقوله:

(فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاءُ)

والفاء في قوله (فإن أبي) تعليلية لأنه عقل بها قوله فأجبت عنه وإنما قلت فأجبت عنه لأن أبي وكذا أمي (ووالده) بالنصب معطوف على اسم إن أي وإن والد أبي وهو جده (وعرضي) وعرض الإنسان موضع المدح والذم منه قال ابن قتيبة يعني بالعرض هنا النفس وهو معطوف على اسم إن أيضًا والجار في قوله (لعرض محمد) أي لنفس محمد وكذا قوله (منكم) متعلق بقوله (وفاء) وهو خبر إن والمعنى عليه على ما قاله ابن قتيبة فإن أبي وأبا أبي ونفسي وقاية وستارة لنفس محمد منكم وفداء لها وقال غيره والعرض هنا هو الحرمة التي تنتهك بالسب والغيبة التي قال فيها النبي صلَّى الله عليه وسلم "إن دماءكم

<<  <  ج: ص:  >  >>