للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَقَصَصْتُهَا عَلَيهِ. فَقَال: "أَمَّا الطُّرُقُ الَّتِي رَأَيتَ عَنْ يَسَارِكَ فَهِيَ طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ. قَال: وَأَمَّا الطُّرُقُ الَّتِي رَأَيتَ عَنْ يَمِينِكَ فَهِيَ طُرُقُ أَصْحَابِ الْيَمِينِ. وَأَمَّا الْجَبَلُ فَهُوَ مَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ. وَلَنْ تَنَالهُ. وَأَمَّا الْعَمُودُ فَهُوَ عَمُودُ الإِسْلامِ. وَأَمَّا الْعُرْوَةُ فَهِيَ عُرْوَةُ الإِسْلامِ. وَلَنْ تَزَال مُتَمَسِّكًا بِهَا حَتَّى تَمُوتَ"

ــ

فقصصتها) أي فقصصت تلك الرؤيا وأخبرتها (عليه) أي للنبي صلى الله عليه وسلم ليعبّرها لي (فقال) لي النبي صلى الله عليه وسلم في تعبيرها (أمَّا الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال) يعني الكفرة والمنافقين ثم (قال) النبي صلَّى الله عليه وسلم (وأما الطرق التي رأيت عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين وأما الجبل) الذي عجزت عن صعوده (فهو منزل الشهداء ولن تناله) أي لن تعطى منزل الشهداء لأنك تموت في بيتك لأنه رأى أنه لم يستطع صعود الجبل بل خرّ منه على استه (وأمّا العمود) الذي رأيته (فهو عمود الإسلام) وأركانه الخمسة (وأمَّا العروة) التي تعلقت بها (فهي عروة الإسلام) وعقائده وأركان الإيمان (ولن تزال) يا عبد الله (متمسكًا بها) أي بعروة الإسلام وعقائده وأركانه (حتى تموت) وإخباره صلَّى الله عليه وسلم عن عبد الله أنه لا ينال الشهادة وأنه لا يزال على الإسلام حتى يموت خبران عن غيب وقعا على نحو ما أخبر فإن عبد الله مات بالمدينة ملازمًا للأحوال المستقيمة فكان ذلك من دلائل صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم والله سبحانه وتعالى أعلم.

"أما حسَّان" فهو حسان بن ثابت بن المنذر بن عمرو بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري يكنى أبا الوليد وقيل أبا عبد الرحمن وقيل أبا الحسام ويقال له شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عن عائشة رضي الله عنها أنها وصفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان والله كما قال شاعره:

متى يبدُ في الدَّاجي البهيم جبينه ... يلح مثل مصباح الدجى المتوقد

فمن كان أو من قد يكون كأحمد ... نظام لحقَّ أو نكال لملحد

انظر أسد الغابة [٢/ ٥] وديوان حسان [١/ ٤٦٥] قال أبو عبيد فضل حسَّان بن ثابت الشعراء بثلاث كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي صلَّى الله عليه وسلم في النبوة وشاعر اليمن كلها في الإسلام وقال أيضًا أجمعت العرب على أن أشعر أهل المدر حسان بن ثابت وقال أبو عبيد وأبو عمرو بن العلاء حسان أشعر أهل الحضر وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>