قلتُ: وهو شيخ منكر الحديث على التحقيق، إلا أنه توبع عليه كما يأتي؛ ولكن مما لا تُجْدِى متابعته شيئًا. ومعاذ بن محمد الأنصاري: انفرد ابن حبان بذكره في "الثقات" وقد جَهَّله ابن المديني، كما نقله عنه الحافظ في "تهذيبه" وقال عنه الحافظ في "التقريب": "مقبول" يعنى إذا توبع، وإلا فَلَيِّن، وشيخه (ابن صهبان) قال عنه الحافظ في "التقريب": "اسمه عقبة فيما أظن، فإن يكن فروايته منقطعة، وإلا فمجهول". قلتُ: والأشبه أنه شيخ مغمور لا يعرف، وليس هو بعقبة بن صهبان إن شاء الله. وقد توبع عليه رشدين بن سعد: تابعه ابن لهيعة عن معاذ بن محمد عن ابن صهبان عن العباس به ... وزاد: (إنما فيهن العقل) أخرجه المؤلف كما يأتي [برقم ٦٧٠٢]، من طريقين عن عفيف بن سالم عنه به. قلتُ: وابن لهيعة ليس بأحسن حالًا من رشدين بن سعد، بل لعله أسوأ بدرجات، فقد اختلط بأخرة أيضًا حتى صار يتلقن، وهذه مصيبة، وقد اضطرب في سنده كعادته، فرواه عنه ابن وهب فقال: عن ابن لهيعة عن معاذ بن محمد عن عمرو بن معدى كرب عن العباس به .... في سياق أتم في أوله، فصار شيخ معاذ فيه (عمرو بن معدى كرب) بدل: (ابن صهبان)، هكذا أخرجه المؤلف أيضًا فيما يأتي [٦٧٠٥]، من طريق أحمد بن عيسى المصرى عن ابن وهب به. قلتُ: أحمد بن عيسى ليس بالعمدة، كما شرحنا ذلك في مواضع قد مضت؛ وعمرو بن معدى كرب: لم يتميز لى، والأشبه: أنه أبو ثور الزبيدى الذي يقال: إن له صحبة، كما يقول ابن حبان في ترجمته من "الثقات" [٣/ ٢٧٨]، ولا تثبت صحبته على التحقيق. وللفقرة الأولى من الحديث: (لا قود في المأمومة) شاهد من حديث طلحة بن عبيد الله عند البجهقى في "سننه" [١٥٨٧٩]، وسنده معلول لا يصح. وفى متن الحديث: نكارة ظاهرة، قد أوضحناها في "غرس الأشجار" وقبلنا الإمام في "الضعيفة" [١٠/ ٣٩٨]، واللَّه المستعان.=