للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= على الكتابين - وكذا حسين الأسد وغيره - على كون (عبيد بن نسطاس) مترجمًا في (التهذيب) وذيوله تمييزًا، وكل ذلك غفلة منهم عن حقيقة الأمر، وأرى أن الحافظ المزى: هو أول من أخطأ في تحرير اسم هذا لرجل، وتابعه من جاء بعقبه دون تحقيق ما قال، إذ ليس في النقلة سوى (عبيد بن نسطاس) واحد فقط، وهو ابن أبي صفية العامرى الكوفى الثقة المعروفة؛ وهو من رجال ابن ماجه وحده؛ وليس في كتب الرجال المتقدمة: رجل يشبهه في الاسم واسم الأب أصلًا.
فجاء المزى وكأن نظره وقع على اسم هذا الرجل في سند المؤلف هنا، فلم يفطن إلى التصحيف الواقع في اسمه، فترجمه في "تهذيبه" [١٩/ ٢٣٩]، تمييزًا، عقب ترجمته لـ (عبيد ابن نسطاس الكوفى) فقال: (عبيد بن نسطاس مولى كثير بن الصلت، وهو أخو عثيم بن نسطاس، مدنى يروى عن سعيد المقبرى، وعنه أسامة بن زيد وسعيد مسلم بن بانك؛ ذكرناه للتمييز بينهما) كذا قال، وهو غير مسبوق بهذا أصلًا، وأعجب منه: قوله: (وهو أخو عثيم بن نسطاس).
والحقيقة: أنه هو هو، فالرجلان واحد بلا ريب، هذا مدنى وذاك مثله، وهذا يروى عن المقبرى وعنه أسامة بن زيد وغيره، وذاك مثله، وهذا مولى كثير بن الصلت، وذاك مثله أيضًا، لم يبق إلا اختلافهما في الاسم، هذا (عبيد) والآخر (عثيم).
وهذا اختلاف لا وجود له في الواقع البتة، إنما هو تصحيف وغلط وأوهام، من (عثيم) إلى (عبيد) وهاك حجة دامغة على كلامى، فقد ذكر المزى نفسه في ترجمة (عثيم بن نسطاس) من "تهذيبه" [١٩/ ٥١٥]، أن أبا داود قد أخرج له في كتاب (القدر) هذا الحديث بعينه - يعنى الزيادة المشار إليها - من روايته عن سعيد القبرى عن أبي هريرة به مرفوعًا، فلم يبق باعث للتردد بكون (عثيم) قد تصحف إلى (عبيد) عند المؤلف وغيره، وأن المزى وجماعة لم يفطنوا لهذا الأمر أصلًا، وغرهم ذلك التحريف إلى أن يترجموا لـ (عبيد بن نسطاس) في (التهذيب) وذيوله (تمييزًا) مع كونه هو نفسه (عثيم بن نسطاس).
إِذا عرفت هذا: فاعلم أن (عثيمًا) هذا: قد نص الذهبى على أن اسمه (عثمان) ولقبه (عثيم) كما نقل عنه العلامة محمد عوامة في هامش طبعته النفيسة "الكاشف" [٢/ ١٣]، وكذا نص الذهبى على ذلك أيضًا في "تاريخه" [٥٢٤/ - طبعة دار الكتاب العربى]، وقد ترجمه الأكثرون بلَقبهِ (عثيم) أما ابن أبي حاتم: فقد ترجمه مرتين: مرة بلقبه [٧/ ٣٧]، ومرة باسمه [٦/ ١٧١]، ونقل في الموضع الثاني عن أبيه أنه قال عنه: "لا بأس به" وكذا ذكره ابن حبان في =

<<  <  ج: ص:  >  >>