فأوصيك إن فارقتني أمَّ معمرٍ ... وبعض الوصايا في الأماكن تنفعا
فلا تنكحي إن فرق الدهر بيننا ... أغم القفا والوجه ليس بأنزعا
ضروباً بلحييه على عظم زوره ... إذا القوم هشوا للفعال تقبعا
ولا قُرزُلاً وسط الرجال جُنادفاً ... إذا ما مشى أو قال قولاً تتلعا
ولا تنكحي إلا امرءاً ذا نبالة ... وضيء القفا والوجه أنزع أفرعا
الأغمُّ: الذي يسيلُ شَعَرُ رأسه حتى يُطْبِقَ جَبْهَتَه وقفاه. ويُقال: أغَمُّ الوجه والقفا، وامرأةٌ غَمَّاء كذلك، وهو مما يدل على حُسن خلق صاحبه. وتقبع: تداخل. يقول: إذا هشَّ القومُ لفعل جميل أي لإنواله ومالوا إليه يقبعُ هذا، أي تداخل وانقبض عنه. ويُقالُ للقُنْفُذ قُبَع لأنه يَقْبَعُ رأسه أي يُدْخِلُه. ومن هذا قبيعةُ السَّيْف لما يستُرُ أعلى قائمه. ويُقال للنَّجْمِ إذا ظهر ثُمَّ خفي انقبع. والقُرْزُل [اللئيم]. والجنادف: الجسيمُ الجافي من الناس. والتَّتَلُّعُ رَفْعُ ١/ ٣٧٧ الرأس ومدُّ العُنُق عند الكلام والمشي. ويُقال: إنَّه ليتتالعُ في مشيته إذا مدَّ عُنُقَه ورفع رأسه. ويُقال: إن رجلاً سأل عُمر بن الخطاب - رحمه الله- فقال: يا أمير المؤمنين: "الفُرْعَانُ خَيْرٌ أم الصُّلْعَان؟