للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والظن بمن قاله أولًا أنه إنما عني أن العموم من لفظ "كل شيء" مخصوص إلا مواضع قليلة كما في قوله:

{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ} (١).

{وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} (٢).

{فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} (٣).

وإلا فأي عاقل يدعي هذا في جميع صيغ العموم في الكتاب والسنّة وفي سائر كتب الله وكلام أنبيائه وسائر كلام الأمم عربهم وعجمهم.

وأنت إذا قرأت القرآن من أوله إلى آخره وجدت غالب عموماته محفوظة لا مخصوصة سواء عنيت عموم الجمع لأفراده أو عموم الكل لأجزائه أو عموم الكل لجزئياته" (٤). ثم ذكر -رَحِمَهُ اللهُ- أمثلة كثيرة تدل على ذلك مع أنه باب واسع كما قال، ومن هذه الأمثلة ما يلي:

١ - قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٥).

عموم يشمل جميع العالمين فليس أحد من العالمين إلّا والله ربه.

٢ - {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (٦).

فهل في يوم الدين شيء لا يملكه الله؟


(١) سورة الأحقاف: آية ٢٥.
(٢) سورة النمل: آية ٢٣.
(٣) سورة الأنعام: آية ٤٤.
(٤) المصدر السابق: ٦/ ٤٤٢.
(٥) سورة الفاتحة: آية ٢.
(٦) سورة الفاتحة: آية ٤.

<<  <   >  >>