وإذا قلت: جاءتني عامِرُ وتميمُ كان الاختيارُ الإجراءَ؛ لأن بني تحسن مع عامر وتميم وأسدٍ وما أشبه ذلك، ولا يصلح مع قُرْيشٍ وحِمْير وهمدان. ألا ترى أنك تقول: جاءءتني بنو عامرٍ وبنو تميمٍ وبنو أسدٍ ولا تقول: بَنُو قريشٍ وبنو حمير. فما حَسُنَ معه (بنو) كان الاختيارُ إجراءه؛ لأن الاسم الذي بعده (بنى) قام مقامه وأجْرِى، وهو بمنزلة قول الله عز وجل:(واسأل القرية)، وأجاز الفراء: جاءتني بنو أسد وبنو تميم وبنو عامر على أن (بني) أضيفَ إلى اسم القبيلة، وقال: قال لي أعرابي من تميم وأنا عند يونس: كيف تتعلمُ بالبصرة وعندكم بنُو أسدَ وهم فصحاءُ؟ فلم يُجْرِها في كلامه.
و (سَبَأ) يُذكرُ ويؤنثُ، فمن ذكره أجراه، ومن أنثه لم يجره. يروى عن فروة بن مُسيك الغُطيفي أنه قال: سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله أخبرنا عن سبأٍ أأرْضٌ هي أم امرأةٌ؟ فقال: ليست بأرضٍ ولا امرأةٍ لكنه رجلٌ ولد عشرةً من العرب فتيامنَ منهم ستةٌ وتشاءم منهم أربعةٌ. يعني بتيامن: سكنوا اليمن، وتشاءم: سكنوا الشام، وكان الحسن لا يُجْرِي سبأ، ويقول: هي اسمُ أرضٍ، ويجوز أنْ يُمنع الإجراء وهو اسمٌ لرجلٍ على ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن القبيلة تُسمى باسم الرجل المعروف فيمنعُ الإجراء. أنشد الفراء في الإجراء: