للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسبب في وقوع التصحيف والإكثار مِنْهُ إنما يحصل غالباً للآخذ من الصحف وبطون الكتب، دون تلق للحديث عن أستاذ من ذوي الاختصاص؛ لِذَلِكَ حذر أئمة الْحَدِيْث من عمل هَذَا شأنه، قَالَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي (١) : ((لا تحملوا العلم عن صحفي، ولا تأخذوا القرآن من مصحفي)) (٢) .

أقسام التصحيف

للتصحيف بحسب وجوده وتفرعه أقسام. ينقسم إِلَيْهَا وَهِيَ ستة أنواع:

القسم الأول: التصحيف في الإسناد:

مثاله: حَدِيْث شعبة، عن العوام بن مراجم (٣) ، عن أبي عثمان النهدي (٤) ، عن عثمان بن عفان، قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها...الْحَدِيْث)) (٥) .

وَقَدْ صحف فِيْهِ يحيى بن معين، فَقَالَ: ((ابن مزاحم)) – بالزاي والحاء – وصوابه: ((ابن مراجم)) – بالراء المهملة والجيم – (٦) .

ومنه ما رواه الإمام أحمد (٧) ، من طريق شعبة، قَالَ: حَدَّثَنَا مالك بن عرفطة


(١) هُوَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي الدمشقي: ثقة إمام، لكنه اختلط في آخر أمره، توفي سنة (١٦٧ هـ‍) ، وَقِيْلَ: (١٦٣ هـ‍) ، وَقِيْلَ: (١٦٤ هـ‍) .
سير أعلام النبلاء ٨/٣٢، والكاشف ١/٤٤٠ (١٩٢٦) ، والتقريب (٢٣٥٨) .
(٢) الجرح والتعديل ٢/٣١، وتصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ ١/٧١، وشرح ما يقع فِيْهِ التصحيف: ١٣، والتمهيد ١/٤٦، وفتح المغيث ٢/٢٣٢.
(٣) انظر: الإكمال ٧/١٨٦.
(٤) بفتح النون وسكون الهاء. التقريب (٤٠١٧) .
(٥) أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في العلل ٣/٦٤-٦٥ س٢٨٧، وفي المؤتلف والمختلف ٣/٢٠٧٨-٢٠٧٩.
(٦) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: ٢٥٢، وطبعتنا: ٤٤٨.
(٧) في مسنده ٦/٢٤٤، وكذلك أخرجه الطيالسي (١٥٣٨) ، وإسحاق بن راهويه (١٢٢٩) و (١٢٤٩) .

<<  <   >  >>