للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأمر الآخر الذي يستدعي كثرة طلبة الحافظ العراقي كثرة مفرطة، أنه أحيا سنة إملاء الحديث – على عادة المحدّثين (١) – بعد أن كان درس عهدها منذ عهد ابن الصلاح فأملى مجالس أربت على الأربعمائة مجلس، أتى فيها بفوائد ومستجدات ((وكان يمليها من حفظه متقنة مهذّبة محرّرة كثيرة الفوائد الحديثية)) على حد تعبير ابن حجر (٢) .

لذا فليس من المستغرب أن يبلغوا كثرة كاثرة يكاد يستعصي على الباحث

سردها، إن لم نقل أنها استعصت فعلاً، فضلاً عن ذكر تراجمهم، ولكن القاعدة تقول: ((ما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه)) وانسجاماً معها نعرّف تعريفاً موجزاً بخمسة من تلامذته كانوا بحقّ مفخرة أيامهم وهم:

١ – الإمام برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن أيوب الأبناسي، مولده سنة (٧٢٥ هـ‍) ، وهو من أقران العراقي، برع في الفقه، وله مشاركة في باقي الفنون، توفي سنة (٨٠٢ هـ‍) ، من تصانيفه: الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح، وغيره (٣) .

٢ – الإمام الحافظ نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي القاهري، ولد سنة (٧٣٥ هـ‍) ، وهو في عداد أقرانه أيضاً، ولكنه اختص به وسمع معه، وتخرّج به، وهو الذي كان يعلّمه كيفية التخريج، ويقترح عليه مواضيعها، ولازم الهيثمي خدمته ومصاحبته، وصاهره فتزوج ابنة الحافظ العراقي، توفي سنة (٨٠٧ هـ‍) ، من تصانيفه: مجمع الزوائد، وبغية الباحث، والمقصد العلي، وكشف الأستار، ومجمع البحرين، وموارد الظمآن، وغيرها (٤) .


(١) انظر: (٢ / ٢٦) البيت ٦٩٩ من هذا الكتاب.
(٢) المجمع المؤسس (٢٠٠ / أ) .
(٣) انظر ترجمته في: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤ / ٥، وإنباء الغمر ٢ / ١١٢.
(٤) انظر في ترجمته: إنباء الغمر ٢/ ٣٠٩، ولحظ الألحاظ: ٢٣٩، والضوء اللامع ٥ / ٢٠٠، وحسن المحاضرة ١ / ٣٦٢.

<<  <   >  >>