للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فذهب أبو حَنِيْفَةَ (١) إِلَى أنّ الكفارة تجب عَلَى مَن جامع فِي نهار رَمَضَان وَهُوَ صائم وعلى مَن أفسد صومه بأكل أو شرب مَا يتغذى أو يتداوى بِهِ، بمعنى أنّه: متى مَا حصل الفطر بِمَا لاَ يتغذى أو يتداوى بِهِ عادة فعليه القضاء دُوْنَ الكفارة؛ وذلك لأنّ وجوب الكفارة يوجب اكتمال الجناية، والجناية تكتمل بتناول ما يتغذى أو يتداوى بِهِ (٢) .

في حِيْن ذهب الحسن (٣) ، وعطاء (٤) ، والزهري (٥) ، والأوزاعي (٦) ، والثوري (٧) ، ومالك (٨) ، وعبد الله بن المبارك (٩) ، وإسحاق (١٠) ، وأبو ثور (١١) ، إِلَى أن مَن أفطر عامداً في رَمَضَان بأكل أو شرب أو جماع، فإنّ عَلَيْهِ القضاء والكفارة؛ وذلك لأنهم استدلوا بظاهر لفظ الْحَدِيْث (أنّ رجلاً أفطر في رَمَضَان) فليس فِيْهِ تخصيص فطر بشيء دُوْنَ الآخر كَمَا يمكن قياس الأكل أو الشرب عَلَى الجماع؛ بجامع مَا بَيْنَهُمَا من انتهاك لحرمة الصوم (١٢) .


(١) انظر: بدائع الصنائع ٢/٩٧ – ٩٨، والهداية ١/١٢٤، والاختيار لتعليل المختار ١/١٣١، وتبيين الحقائق ١/٣٢٧، ورد المحتار ٢/٤٠٩.
(٢) انظر: المبسوط ٣/١٣٨.
(٣) انظر: المجموع ٦/٣٣٠.
(٤) كَذَلِكَ.
(٥) كَذَلِكَ.
(٦) كَذَلِكَ، وانظر: فقه الأوزاعي ١/٣٨٩.
(٧) انظر: الجامع الكبير للترمذي ٢/٩٥، والمجموع ٦/٣٣٠.
(٨) انظر: المدونة الكبرى ١/٢١٨ و ٢٢٠، والتمهيد ٧/١٦٢، والاستذكار ٣/١٩٤، والمنتقى ٢/٥٢، وبداية المجتهد ١/٢٢١، والقوانين الفقهية: ١١٧–١١٨، وأسهل المدارك إِلَى فقه الإمام مالك ١/٤٢١.
(٩) انظر: الجامع الكبير ٢/٩٥.
(١٠) انظر: الجامع الكبير ٢/٩٥، والمجموع ٦/٣٣٠.
(١١) انظر: المجموع ٦/٣٣٠.
(١٢) انظر: فتح الباري ٤/١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>