للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عَقِيْبَ طلوع الشمس تاسع عشرى رمضان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وصلى عليه بعد الظهر بالجامع المُظفَّرِى، ودفن بتربته وتبعه خلقٌ كثير وحضر القُضاةُ والحاجِب والأمراء.

١٦٣ - محمد بن القباقبى الشيخُ الِإمام العالمُ العلامةُ الفقيهُ الورعُ الزاهدُ العابدُ شمسُ الدين أبو عبد الله محمد القباقيبى، برع وأفتى ورأس، وكان يفتى بالطلاق الثلاث. أخبرت أن مرّة صدمه حَمّامى يعدو الحمام فرماه ولم يكلّمه، ولامه الناس وزجروه، فأخذ يكفُّهم عنه ويقول: لم يكن يقصده، وأخبرت أنه بعد الفتنة لم يشتغل فى مذهب أحمد بدمشق غيره، وأن الشَّيخ عبد الرحمن ممن أخذ عنه. توفى بعد الثَّمانمائة. ورأيت فى كلام بعضهم محمد بن محمد بن أحمد


١٦٣ - ابن القباقبى: (فى حدود ٧٤٦ هـ - ٨٢٦ هـ).
فى الأصل: "القبابى" وفى بعض مصادره القَبَاقِيْبِىّ. وتحرفت فى إنباء الغمر إلى القبارى وأشار محققه إلى أن فى بعض النسخ "القَبَاقِيْبِىّ" ولعل هذه أصوب مما أثبته فالذى يظهر لى أنها نسبه إلى "قباقب" فيقال فيها: قباقبى وقباقيبى والقياسُ: (قبقابىّ) نسبة إلى المفرد لا إلى الجَمْع.
والقباقبى هذا اسمه: محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله المِرْداوىّ الحنبلىّ.
أخباره فى إنباء الغمر: ٣/ ٣٢٢، والضوء اللامع: ٧١٩، والمنهج الأحمد: ٢/ ١٣٧، ١٣٨، ومختصره: ١٧٨، حوادت الزمان: ٢/ ٢٧ والسُّحب الوابلة: ٢٧٦.
قال ابنُ حَجَر: كان يَتَبَذَّلُ ويتكلَّم بكلام العامةِ ويُفتى بمسألةِ الطَّلاق وقد أنكرتُ عليه غير مرةٍ ولم يكن ماهرًا بالفقه.
وقال السَّخاوى: وسمع من الفُضلاء كالحافظِ ابن موسى ووصفه بـ "الشَّيخ الصَّالح الِإمام العالم".
وقال العُليْمِىُّ: وكان له يد طولى فى الفقه اشتغل وأفتى ودرس.
ونقلَ ابن حُميد عن ابن فهدٍ أن وفاته فى ذى القعدة سنة ٨٢٦ هـ وقد قارب الثمانين. قال: ودخل بيت المقدس سنة ٦٨ فسمع به من إبراهيم الروتيادى" سنن ابن ماجه". وكان من مشايخ الحنابلة وقدمائهم.